مقالاتمقالات المنتدى

يا عناية الله أدركينا في غزة..!!

يا عناية الله أدركينا في غزة..!!

بقلم د. عمر عبدالله شلح ( خاص بالمنتدى)

( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ).. يمكن لهذا النص، أن يُعَاد استحضاره في حق الفرد المؤمن، والجماعة المؤمنة، والأمة المؤمنة أيضاً.. وخاصة إن كان الحال، كما هو في غزة..
ففي صدر الدعوة الأولى للإسلام، كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يتعرض للأذى والتكذيب، والحصار والملاحقة.. وكانت تلك الأفعال القبيحة من قريش، تؤذي النبي صلى الله عليه وآله وسلم.. فجاء القرآن الكريم، في أجمل ما تكون المواساة من الله سبحانه.. وهو يحمل خطة من نقطتين مهمتين، في مواجهة تلك المخططات.. النقطة الأولى، فاصبر إنك بأعيننا.. الخطير في النقطة هنا، ليس مسألة الصبر فقط، بل ما جاء بعدها، من ترسيخ حالة من الطمأنينة في قلب الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، حينما يخبره الله ” فإنك بأعيننا..”.. يا لجمال العناية الإلهية.. إنك يا غزة في عين الله وحفظه.. فهو سيدبر لك أمرك، كما دبره لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولكل الذين ساروا على ذات الطريق من بعده.. صبراً يا غزة.. فإنك لست بمنأى عن الله، وعن رعايته واطلاعه على كل ما يحدث فيك.. صبراً يا غزة لحكم ربك.. فما أدراك، لعل الله يصنعك على عينه، لتكوني حاملة لواء التحرير، وبداية الدورة الحضارية الثانية لأمة الإسلام.. صبراً يا غزة لحكم ربك.. فقد قضى الله أن ينصرك أيتها المظلومة.. ولو بعد حين.. صبراً يا غزة لحكم ربك.. فلا نراك إلا أفضل ساحات الرباط والجهاد.. فأنت من عسقلان التي جاءت في أحاديث آخر الزمان..
والنقطة الثانية في النص، هي توجيه المولى عزوحل لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم، بأن يكون على اتصال وتواصل دائم مع الله.. أليس هو الذي تكفل لرسوله بأن يكون في عينيه..؟؟ فقط كن مع الله في تواصل..
والتواصل في النص، هو العبادة.. وأحد أهم العبادات، إن لم يكن أهمها، هو الصلاة.. والتي تعني الوصل في أقل تعريفاتها اللغوية.. بمعنى آخر ” لأنك بأعيننا.. كن في تواصل معنا..”..
ورغم كل هذا الموت الحاصل في غزة، إلا أن أهلها من أكثر الناس حفاظاً على الدين وعلى الالتزام به.. وربما شاهدنا في الأسابيع الماضية، مشروع إعادة بناء المساجد من الخيام، وإعادة إقامة الصلوات، ومراكز تحفيظ القرآن تحت قصف الطائرات.. هذه غزة، التي نجزم أنها في عين الله.. ومن كان في عين الله، فلن يخذله الله.. المهم، صبراً جميلاً يا غزة البطلة.. فالله لن يضيّعك..
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح عناية الله لغزة.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله.

إقرأ أيضا:  (آفة الشهرة )

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى