يا شيخ سلمان.. الأسود التي يهاب زئيرها هي من توضع في القفص
بقلم يونس المودن
كثيرا ما كنا نقرأ في تاريخ الزمن الماضي القريب والبعبد عن اعتقالات واغتيالات وإعدامات كان يتعرض لها علماء الدين في عالمنا العربي والإسلامي، فعلا يحزن القلب كثيرا للحال الذي كانوا عليه. ويرتاح ضمير المسلم وفؤاده حين يسمع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون…”، واعتبارا لتلك الحقب الزمنية التي ساد فيها الظلم والطغيان والعداء للإسلام لكسر شوكته باعتقال العلماء واغتيالهم. وباعتبار المواقف الجريئة التي صدع بها علماء تلك الفترة وعدم انصياعهم لحكم الفجور وقول الزور.
لكن ما يدمي القلب أكثر ونحن في القرن الواحد والعشرين وفي عالم يتبجح في كل المحافل الدولية بحقوق الإنسان وحرية التعبير. في بلد نزل به الوحي على رسول الله وتحت حكم ملك يدعي أنه خادم الحرمين الشريفين نجد ثلة من العلماء الفضلاء الحلماء الحكماء النبلاء. يزج بهم داخل الزنازين. التي قال عنها الشيخ المفضال سلمان العودة: “أن الزنزانة كلمة لم تتسع لها المعاجم العربية لكن اتسع لها الواقع العربي”.
فعلا يا شيخ سلمان، في كل يوم كنت أود أن أبرق إلى جنابك الكريم ببعض الأسطر، لكن حين تتسع المشاعر تضيق العبارة.
إن الزنزانة هي محطة عارضة في محطات حياتك. وقد قلت بأنها تجربة جميلة وتمنيت أن لا تتكرر لكنها تكررت. والذنب أنك دعوت الله أن يؤلف بين القلوب لما فيه خير للشعوب. أو ما علمت يا شيخ سلمان أن كثيرا من الكتب.. تعج بأحاديث تحرم مثل هذا الدعاء. طبعا لن تعلم ذلك، لأنك درست العلم الصحيح والموقف الصريح، لكن دارس العلم الصحيح في أمتنا يدفع ضريبة باهضة الثمن. أداها معلم الأمة صاحب الرسالة العصماء الذي نزل فيه قوله تعالى: “وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك”، فظالموك أيضا يمكرون بك الإعتقال والقتل تعزيرا. لكن حتما سينصر الله أتباعه كما نصر رسوله.
يا شيخ سلمان إن زئيرك في القنوات والمواقع الاجتماعية أزعج الذين يتفردون بكل غنمة على حدة. لأكلها أو قتلها. في الحجاز والشام وأرض الكنانة… وارتأوا أن يضعوك في قفص الزنزانة. وهذه سيرة الأسود على مر التاريخ ولعل زنازين مصر قديما وحديثا تشهد على جرائم الطغاة في حق علماء الأمة سجنا وإعداما وتعذيبا وتنكيلا.
أما الكلاب المرتزقة التي تنبح هنا وهناك فلا تسجن لأنها تكف عن النباح كلما ألقمت الطعام.
يا شيخ سلمان هناك بجانبك سلمان الذي قال عنه ترمب أنه لن يستطيع البقاء في مكانه لمدة أسبوعين دون حماية الأمريكان. لكن أنت محمي بعناية الله. وإذا العناية أحرصتك عيونها نم فالمخاوف كلهن أمان. وستظل شامخا في قلوب الملايين. فسجانك يتربص بك إحدى الحسنيين. ونحن نتربص بهم أن يصيبهم الله بعذاب.
يا شيخ سلمان أبرق إليك بهذه الأسطر تضامنا معك وكتابتي إليك في الأصل تضامن مع الأمة.
(المصدر: هوية بريس)