(وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا)
بقلم د. عمر عبدالله (خاص بالمنتدى)
قد تستغرب قارئي العزيز، لو قلت لك أننى وأنا أقرأ هذا النص من سورة الأحزاب، وعن حال المؤمنين الذين كانوا يومها، لم يحضر في قلبي وعقلي، إلا أهل غزة عامة، ومجاهديها خاصة.. وهم يواجهون كل هذا الشر والقتل، الذي يملأ أركان كل شيئ في غزة.. حينما اجتمعت قوى الشر في الأحزاب، ورأى المؤمنون هذا المشهد، كان لسان حالهم التصديق والإيمان الأكثر بالله سبحانه وبرسوله صلى الله عليه وآله وسلّم.. فقد جاء عن ابن عباس رضى الله عنه أنه قال ” أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: إن الأحزاب سائرون إليكم تسعا أو عشرا “، أى فى آخر تسع ليال أو عشر، أى من وقت الإخبار ، أو من غرة الشهر، فلما رأوهم قد أقبلوا فى الموعد الذى حدده صلى الله عليه وسلم، قالوا هذا النص الذي سجله القرآن في سورة الأحزاب.. ووجه الشبه مع غزة، هو أن وعد الله بالنصر والتمكين في سورة الإسراء حاصل.. وأن عباد الله المؤمنين، أولي البأس الشديد هم يقودون المعركة الآن، وهم الذين يدكون حصون خيبر بضرباتهم القوية.. وسواعدهم الصلبة الفتيّة.. هذا وعد الآخرة، من غزة تبدأ رحلة التتبير فيه، لإساءة وجه بني يهود.. هذا ما وعد الله ورسوله، للفئة المنصورة في قتالها وثباتها على الحق..
هذا ما وعد الله ورسوله.. لا يضرهم من خذلهم.. فصدق الله ورسوله..
هذا ما وعد الله ورسوله.. جئنا بكم لفيفاً.. ففلسطين محط رحالهم، ومهراق دمائهم.. ونهاية حلمهم الكاذب في أرض الميعاد.. مع كل مجزرة يثبت فيها أهل غزة، يزدادون صلابة وإيماناً، بأن هذا ما وعد الله ورسوله.. وصدق الله ورسوله.. وكان حقاً علينا نصر المؤمنين..
من أجمل ما قاله أهل غزة في الأمس، رداً على طلب النزوح والرحيل من غزة إلى جنوبها، قالوا ” لا نعرف الطريق التي تؤدي إلى الجنوب.. فقط نعرف طريق الجنة..” هذا ما وعدهم الله ورسوله.. وصدق الله ورسوله.. وما زاد الله أهل غزة، إلا إيماناً وتسليماً.. اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح الثبات في وجه الأحزاب.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله.