وَلَا تَقُولُواْ لِمَن يُقْتَلُ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَٰتٌۢ ۚ بَلْ أَحْيَآءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ
بقلم د. عمر عبدالله (خاص بالمنتدى)
هذا النص من سورة البقرة.. والنص التالي من سورة آل عمران.. ( وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَٰتًۢا ۚ بَلْ أَحْيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ )..
هذه النصوص، وغيرها من التي تتحدث عن كرامة الشهادة والشهداء، هي من أفضل الزاد الذي يعزز الصبر لدى الإنسان، خاصة في غزة البطلة الصامدة والصابرة.. وهنا لفتة جميلة تربط بين النصين، وفي مجملها هي التأكيد من قبل الله سبحانه، على أن الذين قتلوا في سبيل الله، هم أحياء بدون أدنى شك في ذلك.. ولأهمية هذه القيمة، وهي حياة الشهداء بعد استشهادهم، فقد تناول القرآن الأمر في موقفين، الأول، هو عدم القول أو التلفظ باللسان عنهم، بأنهم موتى.. وذهب القرآن إلى أبعد من النهي عن القول باللسان، فذهب إلى الموقف الثاني من آل عمران، وهو النهي عن التفكير أو الظن، بأنهم موتى.. وهذا أخطر من الأول.. وكأن الله سبحانه، يقول، إكراماً للشهداء، وتعزيزاً لأهلهم وأحبتهم من بعدهم، إياكم أيها الناس أن تظنوا مجرد ظن فقط، بأن أحبتكم الذين استشهدوا وغادروا حياتكم، أنهم موتى.. بل هم أحياء في مكان ما.. وهذا المكان لم يتركه القرآن مبهماً، بل ذكره بوضوح لتعزيز الطمأنينة، بأنهم عند ربهم سبحانه.. وهل هناك خير من هذا المكان..!!
الشهداء لهم كرامات عديدة ومتنوعة.. وهذه اللفتة التي ذكرناها، النهي عن القول باللسان من ناحية، أو التفكير والظن بالقلب من ناحية ثانية، بأنهم موتى، هذا النهي، يعتبر من كرامات الشهداء أيضاً، لتعزيز حضورهم، ولكن في حياة، هي أجمل من كل الحيوات الأخرى..
الشهداء بعد اختيارهم بصواريخ الإحتلال في غزة، وكل ساحات المقاومة والإسناد، إنما هم ينتقلون من عالم الشهادة في الدنيا، إلى عالم الغيب في الآخرة.. وهل هناك أجمل من ذاك العالم، في حضرة الله والنبيين والصديقين..
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح كرامات الشهداء.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله