مقالاتمقالات المنتدى

وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ

وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ

 

بقلم د. عمر عبدالله (خاص بالمنتدى)

 

هذا النص من سورة آل عمران، يحمل طمأنينة عالية وكبيرة لأهل غزة من ناحية، ويحمل بشرى على شكل لطيفة جميلة من ناحية أخرى.. أما الطمأنينة، فهي أنه في الأمم السابقة، كان الربيون ” بكسر الراء “، والمفرد منها الرِّبي، وهو العالم بربه الصادق في إيمانه به، المخلص له في عبادته.. كانوا يقاتلون مع أنببائهم، ويتحملون كل أشكال البلاء والمحن أثناء قتالهم، سواء كان من جراح أو قتل أو جوع أو أو أو الخ من أشكال الابتلاءات الناجمة عن هذا القتال، ما كانت كل تلك الابتلاءات لتثنيهم عن نصرة نبيهم، ومواصلة القتال معه، وهذا يكون وهم متسلحين بالصبر والثبات على ما آمنوا به.. واللطيفة الجميلة التي في النص، وتخص أهل غزة في معركتهم المقدسة، ضد أرذل قوة في العالم.. اللطيفة هي، أن الربيون قاتلوا مع رسلهم.. والنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلّم، هو آخر الأنبياء والرسل، فأهل غزة بهذا القتال، هم يقاتلون مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، حتى وإن غاب جسد النبي صلى الله عليه وآله وسلّم.. فهم يقاتلون في ظلال دينه وقرآن ربه حتى يأذن الله لهم بالنصر والتمكين إن شاء الله..
هذا الشعور المهم، في هذا النص بأن أهل غزة هم ربيون هذا العصر، وهم يقاتلون مع نبيهم محمد صلى الله عليه وآله وسلّم، في معركة تجمع في قسوتها معركة الأحزاب.. يوم ظن النبي والذين آمنوا معه في تأخر نصر الله.. حيث وصل الأمر بهم إلى حد الزلزلة.. كما هو الحال في غزة البطلة الصامدة والصابرة في معركتها جنباً إلى جنب، مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم.. التص، يضفي إلى حياتهم طمأنينة عالية.. فرغم كل ما أصابهم، فلم يرفعوا الراية البيضاء، ولم يستسلموا، أو تنكسر شوكتهم، رغم قساوة المعركة، واختلال موازين القوى.. الربيون في غزة، لا أظنهم إلا أنهم سيواصلون ثباتهم فوق الجبل، حتى لو تنكرت لهم قريش بأكملها..
وهنيئاً لأهل غزة حب الله لهم.. والله يحب الصابرين..
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح الربيون في غزة.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله ✌️✌️

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى