إنني أستغرب ممن يتعاطى ويتعامل مع ما يكتبه الناس ويطرحونه من أفكار وآراء واجتهادات على أن الأصل فيها على الدوام هو الرد والمنع وأحيانًا التحريم باسم الإسلام ، والصواب أنّ الحقيقة الإسلامية في هذا الشأن هي على خلاف هذا النهج ، إذ الأصل أنّ نتعامل مع أفكار الناس وآرائهم ومقترحاتهم على أنها من حقوقهم وتسير على مقتضى حرية التعبير التي منحها الله لهم، ثم علينا بعد ذلك ألّا نخالف هذا الأصل إلّا إذا ثبت لمن لديه علم ورويّة وتؤدة أن هذا الرأي أو تلك الفكرة قد جاءت على وجه يصادم الأدلة الشرعية الصحيحة ، أو الإجماع الثابت ، أو كان مآلها إلى مفسدة تخالف مقاصد الشرع وتضر بمصالح الخلق . عندئذٍ يحقّ لنا الرد والنقد العلمي الصحيح ، لكن بشرط التحلّي بأخلاق النبوة في التعامل مع المخالف فلا مجال لسبّ ، أو لعن ، أو تجريح ، أو كذب وتزوير ، وإنما هو طريق واحد واضح بيّن : طريق العدل والإنصاف وقول بالتي هي أحسن كما قال تعالى : {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا}. وأقولها بكل صراحة إنّ من لا يلتزم بذلك يكون أحرى بدعوته إلى حقائق الإسلام من أصحاب تلك المقولات التي تخالف نهج الإسلام وأحكامه .
سالم الشيخي