مقالاتمقالات المنتدى

ولا تهنوا ولا تحزنوا معشر المؤمنين

ولا تهنوا ولا تحزنوا معشر المؤمنين

 

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

 

قال اللّه تعالی: ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ يقول العلّامة السّعديّ رحمه اللّه: قال تعالی مشجّعا عباده المؤمنين مقوّيا لعزائمهم منهضا لهممهم لا تهنوا ولا تضعفوا في أبدانكم ولا تحزنوا في قلوبكم عندما أصابتكم المصيبة وابتليتم بهذه البلوى فالحزن في القلوب والوهن على الأبدان زيادة مصيبة عليكم وعون لعدوّكم عليكم بل شجّعوا قلوبكم وصبّروها وادفعوا عنها الحزن واصبروا على قتال عدوّكم! وذكر اللّه ﷻ أنّه لا ينبغي ولا يليق بهم الوهن أو الحزن وهم الأعلون في الإيمان ورجاء نصر اللّه وثوابه فالمؤمن المتيقّن ما وعده اللّه من الثّواب الدّنيويّ والأخرويّ لا ينبغي منه ذلك لهذا قال تعالى: {وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}! يستفاد من ذلك أيّها المرابطون الصّابرون الأعزّاء: أنّ مولانا خالق الأرض والسّماء يبتلينا بالمصائب والابتلاء كي يتبيّن لنا الصّادق من المنافق ولو كان النّصر دائما حليف المؤمنين في أيّ مكان وحين لدخل في هذا الدّين كثير من غير الصّالحين فإذا حصل أحيانا بعض أنواع الابتلاء تبيّن لنا المؤمن الذي يرغب في الأجر في العسر واليسر ممّن فقد الصّبر يقول نبيّنا سيّد العرب والعجم والبربر ﷺ: {عَجَباً لأمرِ المُؤمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيرٌ وَلَيسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للمُؤمِن: إِن أَصَابَتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيراً لَهُ وَإِن أَصَابَتهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ} [رواه مسلم] وللّه درّ القائل: (سأثأر لكن لربّ ودين: وأمضي على سنّتي في يقين! فإمّا إلى النّصر فوق الأنام: وإمّا إلى اللّه في الخالدين) فاعتبر أخي المسلم في أيّ مكان ومصر وخاصّة في فلسطين أرض المحشر والمنشر وتوكّل علی ربّك العزيز المقتدر من بيده الخلق والأمر!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى