مقالاتمقالات المنتدى

وقفات رمضانية… لبناء الذات( ٩ )

وقفات رمضانية… لبناء الذات( ٩ )

بقلم د. عمر عبدالله شلح (خاص بالمنتدى)

( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ).. وبكم يتجدد الصباح.. لنصنع بصمة تترك أثراً جميلاً في حياة من نحب..
واستكمالاً للحديث عن ضبط الجوارح، خاصة في هذا الشهر الكريم.. فاليوم نقف مع جارحة السمع، وعضوها الأُذن..
ولأن السمع مهم في حياة الإنسان، فقد نظّمه الله لعباده في أفضل صورة.. وبدون السمع، لا يمكن أن نفهم الأشياء، فتغيب المعرفة، ويسقط الإدراك.. والسمع يمكن أن نقسمه إلى ثلاثة أقسام.. وهذه الأقسام هي:
قسم يحبه الله سبحانه وتعالى، وهو سماع الذكر، وكلام الله، وكل ما يوصل إلى الله سبحانه من علم نافع ومفيد.. والقسم الثاني، قسم المباحات، بأن يسمع الإنسان كل ما هو مباح، وتناوله الشرع بضوابط وقوانين..
والقسم الثالث من السمع، هو السمع الحرام، والذي نركز عليه في ضبط عملية السمع.. ولأن هذا السمع حراماً، جعل الله عليه حساباً وعقاباً يوم القيامة.. ” إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً “.. وفي جامع الترمذي عَنْ شَكَلِ بْنِ حُمَيْدٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي تَعَوُّذًا أَتَعَوَّذُ بِهِ؟ قَالَ: فَأَخَذَ بِكَتِفِي، فَقَالَ: “قُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي”..
وفي ذات السياق، جاء في الحديث “مَنْ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ أَوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ صُبَّ فِي أُذُنِهِ الْآنُكُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”.. وذكرنا النميمة من آفات اللسان..السؤال هنا، هل يمكن أن تتم النميمة بدون الاستماع إلى النمام..؟؟ فالنميمة تقوم على ركيزة السمع بشكل كبير.. وبدون الاستماع لن تحدث.. ومن خلال توجيه القرآن لمسألة السمع، توجيهاً صحيحاً سليماً، فقد جاء في سورة الحجرات قوله تعالى ” ولا تجسسوا “.. نهي واضح عن استخدام الأُذن في التجسس.. لأن هذا الأمر يتبعه تتبع عورات المؤمنين، وقد نهى الإسلام عن هذا المرض الخطير.. القسم الأخطر في أقسام السمع، هو الاستماع إلى كل ما هو حرام، ويشمل ذلك الأغاني الماجنة، والموسيقى الهابطة، والتي تأخذ بيد المستمع الى قسوة القلب من ناحية، وإلى مزيد من الإنحراف من ناحية أخرى.. وجاء في الحديث عن زنا الأذن، ما قاله النبي صلى الله عليه وآله وسلم.. “وَالْأُذُنُ زِنَاهَا الِاسْتِمَاعُ”.. والمقصود بالاستماع، هو الاستماع إلى كل ما حرم الله تعالى من الاستماع إليه..
هي أيام معدودات.. فلعلنا ننجح في ضبط آذاننا.. ونروضها على الابتعاد عن كل سمعيات لا ترضي الله سبحانه وتعالى، بل يعاقب الله عليها..
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح السؤال عن السمع.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله.

أقرأ أيضا:أول رمضان بدون نظام الأسد:

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى