مقالاتمقالات المنتدى

وقفات رمضانية… لبناء الذات ( ٢٠ )

وقفات رمضانية… لبناء الذات ( ٢٠ )

بقلم د. عمر عبدالله شلح ( خاص بالمنتدى)

( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ).. رغم جرح غزة الكبير، والذي لا زال ينزف، دماً ووجعاً وكرامة.. فإننا في ظلال المعارك، سنقف مع آخر نوع من أنواع الصدق، وهو الصدق في مقامات الدين..
ويعتبر هذا الصدق، أعلى مقامات الصدق وأهمها.. ويشمل أعمال القلوب تحديداً.. ونذكر مثالاً على هذا الصدق، الصدق في مقام التوكل على الله سبحانه.. لأن التوكل الحقيقي، ينتج عنه رضىٰ بقضاء الله وقدره من ناحية، وتصالح مع الذات من ناحية أخرى.. فمثلاً قد جاء في الحديث ” لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً “..
وهنا نرى في الحديث، ” حق توكله “.. وهذا الحق في التوكل، أو التوكل الحقيقي، هو الناتج الطبيعي للصدق في مقامات الدين.. وهذا الصدق لن يأتي إلا بخير.. وعلى شاكلة الصدق في التوكل، يمكن ذكر عناوين أخرى من مقامات الدين، مثل الخوف والرجاء، والزهد والورع والتقوى، والعدل والإحسان، والرضا والتوبة والحب والطاعة، والجهاد والصبر… ووووالخ من أعمال القلوب التي لا يطلع عليها ويعلمها إلا الله..
هذا الصدق، يأخذ بيد صاحبه إلى مقام العرفانية.. ومن الذين قال الله عنهم ” وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم “..
ومن التزم بأنواع الصدق التي ذكرناها، يكون قد اتصف بالصدق، ويكون عند الله صدّيقَاً كما جاء في الحديث ” عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا “..
وفي غزة نرى رجال الله.. هم أكثر الناس صدقاً في اللقاء.. لا تَكِلّ عزيمتهم.. ولا تنكسر شوكتهم.. وهذا من تثبيت الله لهم.. وكرمه العظيم وفضله عليهم.. فياربنا في هذا الصباح، لطفاً بغزة.. لتغفو عينها.. وتهدأ روحها.. ويطمئن قلبها..
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح المجاهدين الصادقين.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله .

إقرأ أيضا:بيان العلماء والدعاة حول إدانة تكرار العدوان على غزة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى