مقالاتمقالات المنتدى

وقفات رمضانية.. لبناء الذات ( ٢ )

وقفات رمضانية.. لبناء الذات ( ٢ )

بقلم د. عمر عبدالله شلح( خاص بالمنتدى)

(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ).. وبما أننا بدأنا الصيام لهذا الشهر، نرى من المهم أن نذكر أقسام الصيام، وفي أي قسم يريد كل منا أن يكون..
يمكن القول، وكما قال أهل العلم، أن الصيام ينقسم إلى ثلاثة أقسام، وهذه الأقسام هي:
_ القسم الأول هو صيام العوام: وهو الذي يتشارك فيه كل الناس، والذي يكون الصيام فيه، صيام عن شهوتي البطن والفرج.. وبلغة أخرى، هو الصيام عن العلاقات الحميمية بينه وبين أهله، والامتناع عن الأكل والشراب، وهذا يكون لفترة زمنية محددة، تبدأ من الإمساك، إلى الإفطار.. وهذه الاحتياجات، وفقاً لهرم ماسلو الشهير في علم النفس، وهو يحدد احتياجات الإنسان من الدون إلى الأعلى، حيث تكون احتياجات الطعام والشراب والجنس، هي من أول الاحتياجات التي يريدها الإنسان.. هذا القسم من الصيام يتشارك فيه كل من كتب عليه الصيام.. وقد يخالج هذا الصيام، بعض السلوكيات التي تؤثر على درجة شفافية الصيام وعلو مكانته وأجره.. من خلال ارتكاب بعض الذنوب بالجوارح مثال ” الغيبة والنميمة “..
_ القسم الثاني هو صيام الخواص: وهذا القسم من الصيام، هو صيام الجوارح، إضافة إلى القسم الأول ” صيام العوام “..
وفي هذا الصيام، تصوم جوارح العبد عن كل ما يفسد الصيام.. والمقصود بالجوارح، العين واللسان، واليد والقدم والأذن، ولكل عضو من هذه الأعضاء، يمكن أن يكون دور فيما يعصى الله به، ويؤثر على درجة صلاح الصيام، ودرجة الأجر الذي يعطيه الله على هذا الصيام.. فمن حافظ على جوارحه هذه، وقام بضبطها وتحكم بها، يمكن أن يكون صيامه من صيام الخواص..
_ القسم الثالث صيام خواص الخواص: وهذا هو صيام القلب عن كل ما يفسد الصيام، ويندرج في هذا الصنف من الناس، الأنبياء والرسل والعارفين بالله، وأولياء الله الصالحين.. وهذا الصيام يعنى، أنه حتى على مستوى القلب، أن لا يفسد المرء صيامه، وذلك بالتفكير فيما يفسد الصيام..
هذه الأقسام الثلاثة للصيام، من المهم أن نعرفها، خاصة ونحن نحاول أن نعزز فكرة بناء الذات في هذه الوقفات الرمضانية.. فلا بد أن يحدد كل شخص في أي قسم يريد أن يكون من هذه الأقسام، وخاصة أن كل شهر رمضان، قال الله عنه بأنه ” أيام معدودات “.. يعنى سرعان ما تنتهي هذه الأيام.. فالرابح والفائز، من اغتنم هذه الفرصة، وهذه النفحات.. ولم يخرج من رمضان، إلا وقد لمس التغيير في حياته للأفضل بإذن الله.. اللهم توفيقاً منك.. يأخذ بأيدينا إليك..
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح رمضان في بناء الذات.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله..

إقرأ أيضا:قصة معاناة المرأة فِي زمن موسى ( 2)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى