وقفات رمضانية… لبناء الذات ( ١٩ )

 بقلم د. عمر عبدالله شلح ( خاص بالمنتدى)

( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ).. لا زال الدم الغزي يملأ الأرض.. ولا زالت أشلاء الأطفال والنساء تتناثر في كل مناطق غزة.. وفي الجزء المعتم من المشهد، للأسف، لا زالت جامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي يتابعان نزف الدم، بدون موقف يتناسب مع قداسة الدم.. وكرامة الإنسان.. وكأن ما يحدث في غزة، لا يمت لهم بأي درجة من العلاقة أو القرابة.. أمام هكذا مواقف، أظن من باب الوفاء، أن نحسن إكرام الميت.. فما رأيكم لو قرأنا الفاتحة على روح سابقي الذكر، الذين تركوا غزة تذبح من الوريد إلى الوريد، ولم يحركوا ساكناً..؟؟
أما الشعوب المغلوبة والمظلومة، إلى متى سيبقى حالكم هكذا..؟؟ متى ستنتقلوا من ساحة التعاطف، إلى ساحة الفعل، والتأثير الحقيقي في المشهد.. ؟؟
ألم يخطر ببالكم للحظة، أن الله سيسألكم عن هذا الدم الذي ينزف..؟؟ وأنه سبحانه سيسألكم عن تقصيركم وخذلانكم.. يا ترى، أية إجابة هي التى ستسعفكم في ذلك الموقف..؟؟
الجماهير والنخب، والمثقفين والمفكرين، ومؤسسات المجتمع المدني، كلها تتحمل مسؤولية كبيرة عما يحدث في غزة.. الدعاء وحده لا يكفي.. وخاصة من الجماهير والشعوب التي في دول الطوق حول فلسطين.. لا بد من فعل أكبر، يتناسب مع حجم الكارثة، وحجم المصيبة الكبيرة القادمة نحو الأمة، إذا هزمت غزة..!!
غزة تفعل ما عليها.. دينياً، ووطنياً.. فهل فعلت الجماهير ما هو مطلوب منها..؟؟
اللهم إنها صرخة من قلوب الناس في غزة.. فياربنا علينا النداء.. وعليك البلاغ.. فغزة في وداعتك.. لعلها تصبح على ما يبدد حزنها.. ويوقف قتلها.. ولسان حال أهلها اليوم..
” الوطن… أو الموت… ”
اللهم إنا استودعناك غزة.. فكن لها خير حافظ.. وخير معين..
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح الشهداء في وطني.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله .

إقرأ أيضا:رحيل الكبار سراجٌ للسالكين والأبرار