مقالاتمقالات المنتدى

وقفات رمضانية… لبناء الذات ( ١١ )

وقفات رمضانية… لبناء الذات ( ١١ )

بقلم د. عمر عبدالله شلح ( خاص بالمنتدى)

( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ).. وتنتهي العشر الأوائل من رمضان سريعة.. هنيئاً لم قام ليلها، وصام نهارها إيماناً واحتساباً لوجه الكريم.. واليوم نطرق أول العشر الثانية، لنتحدث عن جارحة جديدة من جوارح العبد، والتي قد يستخدمها في المعاصي، وهذه الجارحة هي ” الرِّجل “.. وهل فعلا تكون الرجل، أداة من أدوات المعاصي..؟؟
وفقاً للنص القرآني نعم.. فقد قال سبحانه وتعالى ” الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ “.. يومها كما قلنا في الأمس، يتم تكميم الأفواه، وتتحدث الأيدي والأرجل عن كل ما كان يفعله، ولا سيما الذي يقارف فيه المعاصي.. لكن، كيف يا ترى تعصي الرجل ربها، ويذهب بها صاحبها إلى المعاصي..؟؟
الأمر مرتبط بالدرجة الأولى بالإدراك لدى الفرد، وإلى طريقة التفكير، واتخاذ القرار..
قبل أن يذهب الإنسان إلى مكان يعصي الله فيه، يقوم بالتفكير فيما يريد أن يفعله، وإذا لم يردع نفسه، أو يخالف شيطانه، فإنه يأخذ القرار بالذهاب إلى ذلك المكان.. والمقصود بالمكان، هو كل مكان تتم فيه معصية الله، سواءً الحفلات الماجنة والهابطة، أو أماكن شرب المسكرات والمخدرات، أو التي يتم التنظير فيها للفكر الشاذ أو الإلحادي، أو تكثير سواد المنافقين على المسلمين.. وأشياء أخرى.. فإذا ذهب العبد برجله إلى هذا المكان، فإنه جعل الرجل، سبباً لأخذه إلى ذلك المكان الذي يُعْصَىٰ الله فيه.. وهو يحاسب على هذا الفعل، وإن أنكر، تأتي الشهادة من الرجل، بعد أن تتحدث بأمر الله، لكي تكشف كذب ذلك الإنسان العاصي، والذي لم يتب من معصيته تلك..
لذلك، الأولي أن يسير العبد ويمشي برجليه في طاعة الله، وخدمة عباد الله، وقد روى الطبراني ” من مشى في حاجة أخيه كان خيرا له من اعتكاف عشر سنين..”..
فكيف يستوى الصيام، بالمشي إلى المعاصي..؟؟
فمن كانت عنده عادة قبيحة في هذا الامر، وأقبل على الله في شهر الله، فليعكف عن هذا الفعل القبيح، لأنه يفسد الصوم، وقد يأخذ بصاحبه إلى الإفطار، من أجل شهوته التي سار إلى إشباعها.. وهنا يصبح السؤال كبيراً، وصعباً.. والفاتورة عالية ومرتفعة يوم القيامة.. اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح ضبط الأرجل ومسكها عن الذهاب للمعاصي.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله .

إقرأ أيضا:الرد على الشيخ عثمان الخميس(١٠)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى