وقفات رمضانية.. لبناء الذات
( ١ )
بقلم د. عمر عبدالله شلح ( خاص بالمنتدى)
(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ).. يعتبر الصيام أحد أركان الإسلام الخمسة.. والحكمة من فرضه على المسلمين، هي تحقيق التقوى لله سبحانه.. وكأن الله يريد منا أن نعلم، أن من أراد أن يحقق التقوى في حياته، ويكون من عباد الله المتقين، فعليه بالصوم.. والسؤال هنا، كيف يمكن للصوم أن يحقق التقوى ؟؟
إذا نظرنا لما يفعله الصائم من التزامات بالطاعة، وضبط للجوارح، ومراقبة للقلوب، ندرك كيف للصيام أن يحقق التقوى..
فمثلا، أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها، التي تميل إليها نفسه، متقربا بذلك إلى الله، راجيا بتركها ثوابه، فهذا من التقوى. ومنها أيضاً : أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى، فيترك ما تهوى نفسه، مع قدرته عليه، لعلمه باطلاع الله عليه.. ومنها كذلك: أن الصيام يضيق مجاري الشيطان، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق، فبالصيام يضعف نفوذه، وتقل منه المعاصي، وكذلك أن الصائم في الغالب تكثر طاعته، والطاعات من خصال التقوى.. ومنها: أن الغني إذا ذاق ألم الجوع، أوجب له ذلك مواساة الفقراء المعدمين.. وهذا من خصال التقوى.. وهناك الكثير من الأمثلة والتي تعزز حالة التقوى لدى الإنسان إذا التزم بها.. وجاء في الحديث أن ” الصوم جنة ” أي : وقاية.. إذ في الصوم وقاية من الوقوع في المعاصي، ووقاية من عذاب الآخرة، ووقاية من العلل والأمراض الناشئة عن الإِفراط في تناول بعض الأطعمة والأشربة.. ولأن الصيام يحقق التقوى، فهذا يعنى أن الفرصة متاحة، لبناء الذات بناءً سليماً صحيحاً.. ومن خلال هذه الفرصة، سنجعل صباحات شهر الله عبارة عن وقفات تربوية، تساهم في بناء الذات، وتحقيق التقوى التي أرادها الله من الصيام.. في كل صباح سنقف مع لطيفة تربوية، سواء من القرآن الكريم، أو من السنة النبوية المطهرة.. فكونا معنا في الصباحات الرمضانية مع تواتر الأيام.. اللهم وفقنا لما فيه رضاك.. وخذ بأيدينا لكل باب فيه طاعتك.. اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح رمضان في بناء الذات.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله .
إقرأ ايضا:الجامية تحت المجهر.. كيف تأسست ولماذا يراها كبار العلماء منحرفة وضالة؟ | الحلقة 1
