توفي الأربعاء الماضي فضيلة الشيخ عبد الباري الزمزمي، أحد الأعضاء المؤسسين للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورئيس الجمعية المغربية للدراسات في فقه النوازل، بعد معاناة مع المرض استمرت لفترة وجيزة.
ولد عبد الباري سنة 1943م في مدينة طنجة وهو أكبرُ ثلاثة إخوة أبناءٍ لمحمد بن الصديق الزمزمي، يأتي بعده أخوه صهيب، ثم أبيّ بن الصديق. أتقن حفظ القرآن الكريم وهو لا يزال صغيراً، كما تلقى العلوم الشرعية في الفقه والحديث والتفسير من والده، فسلك طريق والده وأعمامه في العمل الدعوي منذ ستينيات القرن العشرين من خلال الخطب والدروس الدينية بمساجد مدينة طنجة والمدن المجاورة.
كان والده قد أسس مسجد “هدي الرسول” سنة 1975، حيث ألقى فيه مجموعة من الدروس والخطب والمحاضرات، قبل أن يتم تحويل جزء من بناء المسجد إلى “مدرسة الزمزمي للتعليم العتيق الخاص”، والتي تخرج منها عدد من الطلبة.
ثم انتقل عبد الباري سنة 1976م إلى الدار البيضاء ليلقي خطبة الجمعة بعدد من المساجد، قبل أن يستقر إماماً وخطيباً لمسجد الحمراء بالمدينة القديمة. وقد تعرض لمضايقات من طرف السلطة التي أمرت بتوقيفه ومنعه من أداء خطبة الجمعة أربع مرات، سنوات 1978 و 1979 و 2000 و 2001.
يعد الزمزمي من الداعين إلى وحدة العلماء والحركات الإسلامية العاملة في الساحة، وله في هذا الباب مبادرة ضمنها في كتابه” آفاق الصحوة الإسلامية بالمغرب”، ساهمت هذه المبادرة في إثمار الوحدة التي أعلنت في ما بعد بين جمعية الرابطة الإسلامية وحركة الإصلاح والتجديد التي أصبحتا تكونان حركة واحدة هي حركة التوحيد والإصلاح الحالية.
كما كان من المؤسسين لـ”الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل” وعضو مؤسس في “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” وقد حضر مؤتمره التأسيسي في العاصمة البريطانية لندن، وهو عضو مشارك في “الحملة العالمية ضد العدوان”، كما تولى لعدة سنوات الإجابة عن فتاوى الناس من داخل المغرب وخارجه في “ركن الفتوى” على صفحات جريدة “الراية” وجريدة “التجديد” .
المصدر: الملتقى الفقهي.