وفاة المحدث د. محمد ضياء الرحمن الأعظمي بعد حياة حافلة في خدمة السنة النبوية
توفي الخميس الماضي يوم عرفة (ذلك اليوم المشهود) التاسع من ذي الحجة لسنة (1441هـ)، الشيخ المحدث الأستاذ الدكتور محمد ضياء الرحمن الأعظمي الهندي السلفي الأزهري المدني، عن عمر يناهز 77 عامًا قضى غالبيتها في خدمة العلم والسنة النبوية.
كان اسمه وهو هندوسي: (بنكيرام) ثم سمى نفسه بعد الإسلام (إمام الدين) ولما عرف بهذا في الهند وخشي من أذية الهندوس، غيره إلى (محمد ضياء الرحمن الأعظمي) ولما قدم السعودية عدل التركيب في اسمه فأصبح (محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن الأعظمي).
كان الشيخ من إحدى الأسر الهندوكية الميسورة، درس إلى المرحله الثانوية، وكان مطلعاً على الثقافات والديانات السائدة في الهند وانتهى به المطاف أن شرح الله صدره للإسلام.
وحين سمع والده وأقاربه بإسلامه قرروا منعه من ذلك فقطعوا عنه المال والدراسه، و تحمل ذلك إلى أن وصل الأمر إلى تهديده بالقتل.. ففر إلى باكستان.
والتحق بمدرسة للجماعة الإسلامية التي كان أميرها الشيخ أبي الأعلى المودودي – يرحمه الله ويغفر له – وكانت تدرس المذهب الحنفي ولكن الشيخ – يرحمه الله تعالى – ممن وفقه الله إلى التجرد إلى الدليل لم يستطع التوافق مع توجه هذه الجماعة الفقهي والفكري.
وانتقل إلى بلاد الحرمين ودرس في الجامعة الإسلامية ثم أكمل الماجستير والدكتوراه في جامعة الأزهر في مصر .
اشتغل بالبحث في الأديان ومقارنتها وهو الخبير بها.
ثم تخصص في الحديث الشريف، وعين مدرساً في الجامعة وابتعث لنيل درجة الماجستير والدكتوراه من جامعة الأزهر، وعين عضواً بهيئة التدريس في الجامعة الإسلامية وتدرج في السلك الأكاديمي حتى نال الأستاذية، وعين عميداً لكلية الحديث الشريف.
وهذا كله من كرم هذه البلاد المباركة وأنصافها حيث قبلته طالباً ثم منحته الجنسية بشفاعة أمين رابطة العالم الإسلامي حينذاك الشيخ محمد بن علي الحركان.
وقد اشتغل بالتأليف ومناقشة الرسائل والبحث العلمي.
من مؤلفاته:
1ـ كتاب عن الديانة النصرانية واليهودية والهندوكية والتي جمعت في مجلد كبير طبعته مكتبة الرشد بعنوان “دراسات في اليهودية و المسيحية و أديان الهند والبشارات في كتب الهندوس”.
2ـ أقضية رسول الله صلى الله عليه و سلم تأليف أبو عبدالله محمد بن فرج المالكي المعروف بابن الطلاع؛ تحقيق و تعليق و استدراك. نشرته دار السلام.
3ـ مرويات أبوهريره – رضي الله عنه – والمطبوع بمكتبة الغرباء في المدينه.
4ـ دراسات في الجرح و التعديل.
5ـ المدخل إلى السنن الكبرى للحافظ أبي بكر البيهقي، دراسة وتحقيق.
6ـ المنّة الكبرى شرح وتخريج السنن الصغرى.
7ـ معجم مصطلحات الحديث ولطائف الأسانيد، نشرته دار الإمام مسلم.
8ـ الرازي وتفسيره.
9ـ الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل “المرتب على أبواب الفقه”، نشرته دار السلام، في 12 مجلداً.
اللهم اغفر لعبدك ضياء الرحمن الأعظمي وأسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
(المصدر: مجلة المجتمع)