وفاة العلامة المحدث الفقيه اللغوي محمد الأمين الهرري الأثيوبي
الشيخ محمد زغير
تلقيت نبأ وفاة شيخنا العلامة المحدث الفقيه اللغوي محمد أمين بن عبد الله بن يوسف بن حسن أبو ياسين الأرمي جنسا، العلوي قبيلة، الأثيوبي دولة، الهرري منطقة، الكري ناحية، البويطي قرية، السلفي مذهبا، المكي دارا وقرارا نزيل مكة المكرمة جوار الحرم الشريف في المسفلة بحارة الرشد.
• ولد في الحبشة في منطقة الهرر في قرية بويطه في عصر يوم الجمعة أواخر شهر ذي الحجة، 1348 هـ
• تربى بيد والده وهو يتيم عن أمه، ووضعه عند المعلّم وهو ابن أربع سنين، وتعلّم القرآن وختمه وهو ابن ست سنين، ثمّ حوّله إلى مدارس علوم التوحيد والفقه، وحفظ من مختصرات فقه الشافعية كثيرا، وقرأ كثيرا من مختصرات كتب الشافعية ومبسوطاتها على مشايخ عديدة من مشايخ بلدانه.
• ثم رحل إلى شيخه أبي محمد الشيخ موسى بن محمد الأَدَّيلي [نسبة إلى أديل من أعمال دردوا] ولازمه نحو سبع سنوات، وبدأ عنده دراسة الفقه، ثم حوّله شيخه المذكور رحمه الله تعالى إلى دراسة النحو، ثم اشتغل بكتب الصرف والبلاغة والعروض والمنطق والمقولات والوضع، واجتهد فيها، وكان قليل النوم في صغره إلى كبره، حتى أنه كان لا ينام غالبا بعد ما كبر إلا أربع ساعات من أربع وعشرين ساعة لكثرة اجتهاده في مذاكرة العلم، وكان يدرّس هذه الفنون جنب حلقة شيخه، مع دراسته على الشيخ المذكور
• ثم رحل إلى شيخه محمد مديد الأدّيلي، ولازمه ثلاث سنوات وقرأ عنده مطولات كتب النحو
• ثم رحل إلى شيخه إبراهيم بن يس الماجتي [نسبة إلى ماجة من بلاد ولّو]، ولازمه نحو ثلاث سنوات، قرأ عليه التفسير بتمامه والعروض من مختصراته ومطولاته، وقرأ عليه أيضا مطولات المنطق والبلاغة.
• ثم رحل إلى شيخه يوسف بن عثمان الورقي [نسبة إلى ورقة من أعمال مدينة هرر]، ولازمه نحو أربع سنوات، قرأ عليه مطولات علم الفقه والفرائض، ثم رحل إلى الشيخ إبراهيم المجّي [نسبة إلى قبيلة من قبائل نولي].
• ثم رحل إلى الشيخ أحمد بن إبراهيم الكري، وقرأ عليه «البخاري» و«مسلم» وبعض كتب الاصطلاح، ثم رحل من عنده إلى مشايخ عديدة، وقرأ عليهم «السنّن الأربعة»، و«الموطأ» وغير ذلك من كتب الحديث
• ثم رحل من عندهم إلى شيخ عبد الله نورو القرسيّ [نسبة إلى قرسا ناحية من أعمال دردوا]، فقرأ عليه مطولات كتب البلاغة، ومطولات كتب أصول الفقه
• وكان يدرّس مع دراسته جنب حلقة مشايخه ما درس عليهم من أربع عشرة سنة من عمره.
• ثم استجاز من مشايخه هؤلاء كلهم التدريس، استقلالا في ما درس عليهم فأجازوا له،
فبدأ التدريس استقلالا في جميع الفنون، في أوائل في 12/ 3/ 1373 هـ، فاجتمع عنده خلق كثير من طلّاب كلّ الفنون زهاء ستمائة طالب، أو سبعمائة طالب.
وكان يدرس من صلاة الفجر إلى صلاة العشاء الآخرة نحو: سبع وعشرين حصة من حصص الفنون المتنوعة،
وكان يحيي ليله دائما بكتابة التآليف وبما قدّر الله له من طاعته.
•هاجر من الحبشة إلي السعودية 1398 هـ، وحصل على النظام مدرسا في دار الحديث الخيرية من بداية 1400 هـ
• وكان أيضا مدرسا في المسجد الحرام ليلا نحو: ثمان سنوات، بإذن رئاسة شئون الحرمين
حتى تقرر تكريس وقته لمزيد من التأليف: فتصدى لشرح صحيح مسلم في خمسة عشر جزءا مجلدا.
• وله أسانيد عديدة من مشايخ كثيرين في جميع الفنون خصوصا في التفسير والأمهات الستة. وقد ذكر في ثبته أن له أسانيد إلى أكثر من 480 كتابا.
• مؤلفاته: كثيرة، ومما المطبوع منها
[التفسير]:
1 – «حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن» اثنان وثلاثون مجلدا
[النحو]:
2 – «الباكورة الجنية في إعراب متن الآجرومية».
3 – «الفتوحات القيومية في علل وضوابط متن الآجرومية».
4 – «الدرر البهية في إعراب أمثلة الآجرومية».
5 – «جواهر التعليمات شرح على التقريظات ومقدمة علم النحو».
6 – «هدية أولي العلم والإنصاف في إعراب المنادى المضاف».
[الصرف]:
7 – «مناهل الرجال على لامية الأفعال».
8 – «تحنيك الأطفال على لامية الأفعال».
[المصطلح]:
9 – «الباكورة الجنية على منظومة البيقونية».
10 – «هداية الطالب المعدم على ديباجة صحيح مسلم».
11 – «خلاصة القول المفهم على تراجم رجال صحيح مسلم» مجلدان
[كتب الأسماء والصفات]:
12 – «هدية الأذكياء على طيبة الأسماء في توحيد الأسماء والصفات».
13 – «سلّم المعراج على خطبة المنهاج» للإمام النواوي.
وغيرها.
رحمه الله رحمة واسعة، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقه لمحزونون.
(المصدر: هوية بريس)