مقالاتمقالات مختارة

ورشة البحرين وتأثيرها على القضية الفلسطينية

ورشة البحرين وتأثيرها على القضية الفلسطينية

بقلم مصطفى أبو السعود

ما من فعلٍ يحدث في بقعة ما في العالم إلا ويكون له ارتداد على باقي البقاع سلباً أو ايجاباً، باعتبار أن العالم مثل الجسد إذا أصيب عضو بسوءٍ تأثر بالألم باقي الجسد.

ويختلف تأثير هذا الفعل حسب قوته كماً ونوعاً، وحسب قوة الجسم وقدرته على التحمل وامتصاص الاثر، فالجسم الضعيف الصغير يتأثر بسرعة باعتبار أن مقومات الصمود أقل.

إسقاطاً لما سبق على القضية الفلسطينية وعلى أحدثِ حدثٍ متعلق بها وهو ورشة البحرين التي جمع فيها كوشنير حديث العهد بالسياسة الكثير من أصحاب الفخامة والجلالة والسمو ليلقي على مسامعهم محاضرة في الاقتصاد والأعمال، فإن المؤكد أن الداعي لهذه الورشة لم يدع لها من فراغ، ولن يتكاسل عن تنفيذ مخرجاتها.

في لقاء سياسي نظمه المركز الفلسطيني للوعي الثقافي بالتنسيق مع مديرية أوقاف رفح بعنوان “ورشة البحرين وتأثيرها على القضية الفلسطينية” تم استضافة الدكتور عبد الستار قاسم عبر الإنترنت، تحدث المتحدثون عن الورشة ودوافعها وأنها الوجه الاقتصادي لصفقة القرن.

بلا شك فإن ورشة البحرين ستخلق تأثيرات على قضيتنا سواء على المدى البعيد أو القريب، ويمكن إجمالها:

  • سيزداد التعاون العربي مع الاحتلال ليشمل مجالات عديدة، وخاصة الأمنية، وسيجد هذا التعاون حائطاً يستند له بأنه جاء وفق توافق بين الطرفين، مثل محاربة الارهاب، تعزيز التعاون الاقتصادي من أجل الازدهار، والعمل من أجل ضمان مستقبل الأجيال القادمة، هذه شعارات براقة وجميلة لكنها خالية من المضمون الحقيقي للجانب العربي.
  • قد يزداد التضييق على المواطن الفلسطيني في الشتات، فقد أصدرت إحدى الممالك العربية قرارات جائرة بحق الفلسطينيين وخاصة أهل غزة.
  • ستغيب القضية الفلسطينية عن مائدة الإعلام العربي وستصبح في ذيل الاهتمام .
  • ستتغير مفاهيم كثيرة في مناهج التعليم والثقافة، فالكيان الصهيوني ودولة الاحتلال سيتم حذفهما وسيتم وضع دولة “إسرائيل” والترويج لها أمام الأجيال القادمة بأنها دولة سلام.
  • لاحظنا السماح للبحرين بوجود أكثر من عشرين صحفياً لتغطية الورشة وهذا سيفتح شهية الإعلام الصهيوني للمزيد مع الدول الأخرى، وقد ينقل الإعلاميون الصهاينة آراء تؤكد روايتهم بأن الشعوب العربية تريد السلام مع “إسرائيل” وأن الفلسطينيين “إرهابيون”.
  • قد تنخفض قيمة المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية ولتمويل المشاريع بمختلف تفريعاتها، ولا داعى للإعجاب بحجم المليارات التي سمعنا عنها، فهي عبارة عن قروض يتم منحها وبفوائد وعلى مدار سنوات وبضوابط صارمة.
  • قد يقل مستوى التفاعل العربي الرسمي مع مشاريع قرارات أممية لصالح فلسطين، لأن تلك الدول ستضع نصب أعينها أن ارضاء أمريكا و “إسرائيل” أولى من أي شيء .

أخيراً .. يمكن القول، بأن المشاركين في ورشة البحرين قد حملوا وهماً موازياً للوهم الذي يسكن في قلب كوشنير وكباره بأن الحل الاقتصادي كفيل بقتل المبادئ، لكن تجارب التاريخ تؤكد أن الشعوب الحرة لا تقايض المبادئ بالطعام، حتى وإن تضورت جوعاً، وأن الحرة تموت ولا تأكل بثدييها.

(المصدر: موقع بصائر)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى