وداعا أقمار مخيّم جنين الأبرار!

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

بمزيد من الحزن والأسی ننعی إلی شعبنا الفلسطينيّ المرابط الأبيّ كوكبة جديدة من أقمار مخيّم جنين الفداء -ثلاثة منهم إخوة أشقّاء- الذين ارتقوا ليلة أمس الأربعاء بعد أن خضّبوا بدمائهم الزّكيّة ثری موطن الإسراء! ولا نملك بهذه المناسبة الحزينة الأليمة إلّا أن نقول: إنّا علی فراقكم يا شباب الإسلام الأطهار ونشامی الوطن حماة الدّيار لمحزونون وحسبنا اللّه ونعم الوكيل ولا حول ولا قوّة إلا باللّه العليّ العظيم!

إنّ ممّا يخفّف من مصيبة شعبنا هو قول رسولنا وقدوتنا محمّد ﷺ: {لَمَّا أُصيبَ إخوانُكم بِأُحُدٍ جَعَل اللّهُ أرواحَهم في أجوافِ طيرٍ خُضرٍ ترِدُ أنهارَ الجنَّة وَتأكُلُ مِن ثمارِها وَتَأوي إلى قَناديلَ مِن ذَهبٍ معلَّقٍة في ظِلِّ العَرشِ فَلمَّا وَجَدوا طِيبَ مَأكلِهم وَمَشرَبِهم وَمَقيلِهم قالوا: مَن يُبلِّغُ إخوانَنا عنَّا أنَّا في الجَنَّةِ نُرزَقُ لئلَّا يَزهَدوا في الجِهَاد وَلا يَنكُلوا في الحَربِ؟ فَقالَ اللّهُ عزَّ وَجلَّ: أنا أُبلِّغُهم عَنكم فَأَنزَلَ اللّهُ تعالى ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ وقال عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه حين سئل عن هذه الآية: أما إنّا سألنا عن ذلك فقال: {أرواحُهم في جَوفِ طَيرٍ خُضْرٍ لها قَناديلُ مُعلَّقةٌ بِالعَرشِ تَسرَحُ مِن الجَنَّةِ حيثُ شاءَتْ ثمَّ تَأوي إلى تلكَ القناديلِ فَاطَّلَع إليهِم رَبُّهم اطِّلاعةً فَقال: هَل تَشتَهونَ شَيئًا؟ قالوا: أيَّ شيءٍ نَشتهي وَنَحن نَسرَحُ مِن الجنَّةِ حيثُ شِئْنا؟ فَفعَل ذلكَ بِهم ثلاثَ مَرّاتٍ فَلمَّا رأَوْا أنَّهم لن يُترَكوا مِن أن يُسأَلوا قالوا: يا رَبِّ نُريدُ أن ترُدَّ أرواحَنا في أجسادِنا حتَّى نُقتَلَ في سَبيلِك مَرّةً أخرى فَلمَّا رأى أن ليسَ لهم حاجَةٌ تُرِكوا}

رحم اللّه تعالی شهداء فلسطين الأحرار الأبطال الأخيار رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جنّاته وألهمنا جميعًا الصّبر والسّلوان وإنّا للّه وإنّا إليه راجعون!

اقرأ أيضا: وداعا أقمار نابلس عاصمة جبل النّار!