وجهة نظر لطوفان الأقصى في ضوء بعض النصوص الشرعية
بقلم الشيخ عارف بن أحمد الصبري “عضو هيئة علماء اليمن” (خاص بالمنتدى)
أولاً:
بالنظر إلى الفارقِ المهول بين طرفي الحرب في كل الجوانب، وبالنظر إلى النتائج المذهلةِ التي حققتها كتائب المقاومة الإسلامية المباركة حماس؛ فإن طوفان الأقصى، نصرٌ كبيرٌ لا نظير له منذ قرون.
ونحسب أن حماس أخذت بالأسباب، وبذلت كل ما في وسعها من إعداد العدة الإيمانية والمادية؛ ولكن يبقى ما حدث بالموازين البشرية شيءٌ من الخيال، وبتعبير آخر: إن ما حدث أمرٌ خارقٌ للعادة، وهو ما يُعرف في الإسلام بالمعجزة التي تكون لنبيٍ، أو بالكرامة التي تكون لوليٍ.
وذلك فضلُ الله يؤتيه من يشاء من عباده.
ثانياً:
ستتوقف هذه الحرب على قطاع غزة بإذن الله تعالى، شاء الصهاينة ومن وقف معهم، أم لم يشاءوا، بقوة الله وحده، قال الله سبحانه عن اليهود تجار الحروب: (كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله).
وهذه الحرب سيطفؤها الله القوي العزيز بإذنه سبحانه وتعالى.
ثالثاً:
اليهود أعداءٌ للبشرية كلها؛ بل أعداءٌ لأنفسهم، فاليهود يعادي بعضهم بعضاً، كما قال تعالى عنهم: (بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى).
وسيكون من ثمار طوفان الأقصى المبارك بمشيئة الله أن تتسع دائرة الخلاف والعداواة بين الصهاينة، كما قال الله عزَّ وجلَّ عن اليهود: (وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله).
رابعاً:
ستخرج حماس وغزة وفلسطين من هذه الحربِ منتصرةً بفضل الله، ورحمته، وحوله، وقوته.
وستبقى في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس بفضل الله طائفةٌ مجاهدةٌ ثابتةٌ على الحق لا يضرها من خالفها أو خذلها.
خامساً:
التسليط على اليهود من يسومهم سوء العذاب أمرٌ قَدَريٌ؛ بسبب ما جبلوا عليه من الفساد والإفساد في الأرض.
وستبقى بفضل الله كتائب عز الدين القسام، وإخوانهم المجاهدين من بقية الفصائل؛ لتحقيق وَعدِ الله وقَدَرِهِ في التسليط على بني إسرائيل بسبب إجرامهم كما قال تعالى لرسوله محمدٍ صلى الله عليه وسلم عن اليهود: (وإذ تأذَّن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب).
فهذا قدركم أيها اليهود، أن يسلط الله عليكم حيثما كنتم، من يهينكم ويذلكم إلى يوم القيامة، سواءٌ كان المُسلَّطُ عليكم من المسلمين، أو من غيرهم.
وإني لأستذكر هنا مقولة هتلر: (لقد كان في إمكاني قتلُ جميع اليهود ولكني تركتُ لكم جزءاً منهم حتى تعلموا لماذا قتلتهم).
أيها المجاهدون في سبيل الله:
نصركم الله، وآواكم، وحفظكم، وسددكم، وأيدكم، وبارك لكم في أعماركم وأرزاقكم وسلاحكم، ونصر بكم الإسلام والمسلمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.