وا أسفاه ! سلم منّا الأشرار ولم يسلم منّا الأخيار
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قال اللّه تعالی: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ وحبل اللّه: النّبيّ ﷺ وقيل: هذا الدّين وقيل: القرآن
يقول الإمام ابن كثير: (كانت بين الأوس والخزرج حروب كثيرة في الجاهليّة وعداوة شديدة وضغائن طال بسببها قتالهم والوقائع بينهم فلما جاء اللّه تعالی بالإسلام دخل فيه من دخل منهم صاروا إخوانًا متحابّين بجلال اللّه متواصلين في دين اللّه متعاونين على البرّ والتّقوى وقد كانوا قبل ذلك على شفا حفرة من النّار بسبب كفرهم وجهلهم وضلالهم فأنقذهم اللّه منها بأن هداهم للإيمان وألّفهم على الإسلام)
وقال ﷺ: {الجماعة رحمة والفرقة عذاب} وقال ﷺ: {يد الله مع الجماعة} وقال ﷺ: {إنّ اللّه يرضى لكم ثلاثًا ويكره لكم ثلاثًا فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا وأن تعتصموا بحبل اللّه جميعًا ولا تفرّقوا ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال} وقال ﷺ: {إنّ اللّه لا يجمع أمّة محمّد ﷺ على ضلالة ويد اللّه مع الجماعة ومن شذّ شذّ في النّار} اعلموا أيّها الأحباب أنّ الاتّحاد قوّة وصواب والفرقة ضعف وعذاب فاعتصموا بالسّنّة والكتاب لتكونوا من أولي الألباب! قال اللّه عزّ وجلّ: ﴿وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾
والحقّ يقال أيّها الرّجال إنّ النّاظر في حال المسلمين اليوم يرى أنهم تفرّقوا إلى فرق وحركات وأحزاب وجماعات وأصبح الولاء عند الأكثريّة منهم ليس لهذا الدّين بل للأحزاب والتّنظيمات والأفراد واللافتات؟! وانعكس ذلك -تلقائيّا- بالسّلبيّات على الأخوّة الإيمانيّة بين المسلمين والمسلمات! وانتشر سوء الظّنّ واتّهام النّيّات! وكثرت النّزاعات والاختلاف وغاب العدل والإنصاف فسلم من ألسنتنا أعداء الدّين من المحتلّين والعلمانيّين من اليسار أو اليمين ولم يسلم منّا من اجتهد أصاب أم أخطأ من إخواننا المرابطين المصابرين المحتسبين؟!