أشار تقرير خاص لواشنطن تايمز إلى وجود خط إمداد طويل للجيش العراقي على طول الطريق إلى الموصل يمتد عبر القرى، مليء بالجرافات والشاحنات المموهة والمعسكرات المؤقتة.
ومن الملاحظ -كما ذكر مراسل الصحيفة سث فرانتسمان في حمام العليل بجنوب الموصل- أن نقاط التفتيش المتكررة يحرسها شباب مسلحون، وأن المقاتلين في كثير من الأحيان ليسوا من الجيش العراقي أو الشرطة الاتحادية، بل أفراد مليشيات شيعية مختلفة مدعومة من إيران، مثل مليشيات الحشد الشعبي، ترفع العديد من وحداتها أعلاما تمجد رموزا دينية مثل الإمام الحسين والبعض يحمل صور المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي.
وأشار المراسل إلى أن الحياة في تلك المناطق التي تسيطر عليها المليشيات الشيعية تكشف جانبا من تأثير إيران والتوترات الطائفية التي ما زالت تصيب العراق مع دخول حملة استعادة الموصل شهرها السابع.
وأضاف أن القيام بجولة في هذه المناطق يوضح أن المليشيات الشيعية وإيران مُنحت سلطات واسعة في القتال، وأن العراق لا يزال دولة أكثر انقساما على أسس دينية وعرقية.
وألمح إلى أن ما زاد تعقيد القتال في الموصل هو وجود آلاف المقاتلين المتحالفين مع الحشد الشعبي المؤلف من العديد من المليشيات التي لبت فتوى آية الله العظمى علي السيستاني عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة.
وهذه المليشيات بها العديد من القادة الذين لهم ماض مشبوه موال لإيران، مثل قيس خازلي أحد أتباع مقتدى الصدر والذي يدير الآن مليشيا عصائب أهل الحق، وهادي العامري قائد منظمة بدر التي قاتلت مع الحرس الثوري الإيراني خلال الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات، وزعيم مليشيا كتائب حزب الله أبو مهدي المهندس الذي قاتل أيضا مع الإيرانيين في الثمانينيات.
وأشارت الصحيفة إلى أن القوة شبه العسكرية التابعة للحكومة العراقية التي تأسست في ديسمبر/كانون الأول الماضي تظل تثير المخاوف بأن دورها في شمال العراق سيؤجج التوترات مع العرب السنة والأكراد، وأن أسوأ المخاوف من عمليات القتل الانتقامي والطرد الجماعي في الموصل أو حولها لم تُعرف حتى الآن.
وختمت بأن واقع الأمر يشير إلى أن المليشيات الشيعية تعمل بهدوء أكثر على توسيع نطاق وجودها وسيطرتها المرئية في جزء جديد من البلاد كما يظهر من التجول في المنطقة بشكل متكرر.
(المصدر: الإسلام اليوم / الجزيرة)