قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية إن عملية استعادة مدينة الفلوجة التي أعلن عنه الجيش العراقي، أمس، تضع سنة العراق بين مطرقة الحشد الشعبي الشيعي وسندان داعش المتطرفة.
وافادت الصحيفة في عددها الصادر اليوم بأن ثمة مخاوف جدية تحيط بالعملية التي تشارك فيها ميليشيات شيعية ناقمة على سنة الفلوجة وتعدهم متعاطفين مع تنظيم الدولة، فيما لا يسمح التنظيم للسكان بمغادرة المدينة كي يستخدمهم كدروع بشرية.
وأشارت “واشنطن بوست”، إلى أن القوات المشاركة في العمليات هي القوات المعنية بمكافحة الإرهاب والشرطة ومقاتلين من القبائل ووحدات الحشد الشعبي التى تضم مجموعة من الميليشيات الشيعية ستشارك فى العملية، وكانت الطائرات طراز أف- 16 التى تقدمها الولايات المتحدة قد قصفت أهدافا في المدينة، بعدما طُلب من المدنيين الابتعاد عن مقار تنظيم الدولة.
وذكرت الصحيفة أن قلة من المراقبين يتوقعون قتالا سهلا، لاسيما وأن مسلحي تنظيم الدولة قد تحصنوا وأقاموا الدفاعات في المدينة منذ الاستيلاء عليها قبل ما يزيد على عامين، وتعد المدينة الأولى في البلاد التي تسقط بيد التنظيم،.
ولفتت إلى أن الفلوجة لطالما تم النظر إليها على أنها مدينة صعبة المراس إلى حد أن صدام حسين صاحب القبضة الثقيلة كان يناضل من أجل السيطرة على قبائلها، في حين خاض رجال المارينز الأمريكيين معركتين من أجل الاستيلاء على المدينة في عام 2004 وكانت المعركة الثانية أكثر المعارك القتالية في المدنية ضراوة للقوات الأمريكية منذ حرب فيتنام وأسفرت عن مقتل قرابة 100 من الجنود الأمريكيين.
وترى “واشنطن بوست” أن هذه العملية لا تأتي بالتوافق مع السياسة العسكرية الأمريكية التي تركز على شن هجوم يستهدف الموصل وهي المدينة التي تقع أقصى الشمال ويسيطر عليها تنظيم الدولة.
وتابع بالإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” صرح أنه يتوقع استعادة الموصل بصورة شبه كاملة بحلول نهاية العام، بيد أن أية معركة على الفلوجة من الممكن أن تؤجل التعزيزات اللازمة من أجل استعادة الموصل، مؤكدة على أن هناك اتجاها متناميا داخل الجيش العراقي بوجوب استعادة الفلوجة أولا، ويأتي بعض من هذا الضغط من القوات التابعة للميليشيات الشيعية التي تحاصر المدينة التي تقع على بعد 40 ميلا غربي بغداد في محافظة الأنبار.
وأشارت إلى أن الوجود المكثف لهؤلاء المقاتلين الشيعة الذين ينظرون إلى عدد كبير من السكان السنة على أنهم متعاطفون مع مسلحي تنظيم الدولة يثير المخاوف من عمليات قتل انتقامية خلال أية عملية وذلك على الرغم من أن القادة العسكريين أعلنوا أن الميليشيات سوف تبقى في ضواحي المدينة.
ولفتت إلى أن الموجة الأخيرة من التفجيرات فى بغداد دعمت الدعوات التى تنادي بالشروع في عملية الفلوجة لقربها من العاصمة.
وذكرت “واشنطن بوست” أنه في الوقت نفسه حققت القوات العراقية سلسلة من الانتصارات ضد مقاتلي تنظيم الدولة في المحافظة كان أحدثها مدينة الرطبة الصحراوية التي يتم استخدامها في التهريب، فضلا عن تصريحات قادة الجيش بضرورة البناء على النجاحات التي يتم تحقيقها هناك، والضغط الذي يمارسه الزعماء السنة من المحافظة لشن هجوم مبررين ذلك بأن الحصار المستمر للمدينة من قبل الجيش والميليشيات يتسبب فى أزمة إنسانية فى الداخل مع الحصار المفروض على 60000 من السكان الذين لا يستطيعون الحصول على المواد الغذائية والأدوية.
وأشارت الصحيفة إلى ما ذكره أحد قادة القوات التابعة للقبائل السنية بأن تنظيم الدولة لا يسمح لأحد بمغادرة المدينة حتى يتسنى استخدام السكان كدروع بشرية.