واجبنا نحو السنة النبوية المشرَّفة
بقلم د. محمد يسري إبراهيم (خاص بالمنتدى)
لتحميل المقالة بصيغة PDF يرجى الضغط على الرابط: واجبنا نحو السنة النبوية المشرفة
«السنة»: «هي ما كان عليه نبينا ﷺ، وأصحابه رضي الله عنهم من العلم والعمل، والاعتقاد والأحكام، والأخلاق والآداب، وهي بهذا المعنى مرادفة للدين والشريعة».
أو: «هي ما تلقَّاه الصحابة رضي الله عنهم عن النبي ﷺ من الشرع والدين، والهدي الظاهر والباطن، وتلقَّاه عنهم التابعون، ثم تابعوهم بإحسانٍ إلى يوم القيامة».
وفي الحديث: «فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي، فَلَيْسَ مِنِّي»([1]).
كما قد تطلق «السنة» على العقيدة الصحيحة الثابتة بالوحيين، والخالصة عن البدع والمخالفات.
قال ابن مسعودٍ رضي الله عنه: «القصد في السنة، خيرٌ من الاجتهاد في البدعة»([2]).
وهي عند المحدثين: «ما أُضيف إلى النبي ﷺ من قولٍ أو فعلٍ، أو تقريرٍ أو صفةٍ خِلقيةٍ أو خُلقية»([3]).
والسنة الصحيحة حُجة بنفسها، تثبت بها العقائد والأحكام، ولو كانت آحادًا، وهي المصدر الثانـي للتَّشريع بعد القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ﴾ [النجم: 3، 4].
وأعظم دواوين السنة باتفاق الأمة: الصحيحان، فلا يَطعن فيهما إلا جاهلٌ، أو صاحب هوًى.
أول الواجبات نحو السنة:
1- الإيمان بأنها من الوحي المعصوم:
قال تعالى: ﴿ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ﴾ [النجم: 3، 4].
وقال ﷺ: «… وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنِّي أَكْثَرُهُمْ تَابِعًا يَوْمَ القِيَامَةِ»([4]).
2- اعتقاد أنها حق:
ولقد قال نبيُّنا ﷺ: «اكْتُبْ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ إِلَّا حَقٌّ»، وأشار إلى فمه([5]).
وقد قال ﷺ: «بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الكَلِمِ»([6]).
3- وجوب اتباعها، والانقياد لها:
قال تعالى: ﴿ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ﴾ [الحشر: 7].
وقال سبحانه: ﴿ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ﴾ [آل عمران: 31].
وقال ﷺ: «لِتَأْخُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ»([7]).
وقال ﷺ: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي»([8]).
وقال ﷺ: «كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى». قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: «مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى»([9]).
4- الاحتكام إليها، وتقديمها، وعدم التقدم عليها:
قال الله تعالى: ﴿ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ﴾ [الحجرات: 1].
وقال سبحانه: ﴿ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ﴾ [النساء: 65].
وفي الحديث: «أَلَا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مِثْلُ مَا حَرَّمَ اللهُ»([10]).
5- اعتقاد أنها شاملة وافية بمصالح العباد:
قال ﷺ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَيْءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الجَنَّةِ، وَيُبْعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلَّا قَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ، وَلَيْسَ شَيْءٌ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ، وَيُبْعِدُكُمْ مِنَ الجَنَّةِ إِلَّا قَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ…»([11]).
وقال أبو ذرٍّ رضي الله عنه: «لقد تركنا رسول الله ﷺ وما طائرٌ في السماء يقلب جناحيه إلا وقد أوجد فيه علمًا»([12]).
6- اعتقاد أنها يسرٌ ورحمةٌ:
قال ﷺ: «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ»([13]).
وقال ﷺ: «إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ بِاليَهُودِيَّةِ، وَلَا بِالنَّصْرَانِيَّةِ، وَلَكِنِّي بُعِثْتُ بِالحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ»([14]).
وقال أيضًا: «إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً»([15]).
وقال أيضًا: «إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ»([16]).
7- العناية بتعلُّمها، وحفظها، ونشرها:
قال تعالى: ﴿ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ﴾ [المجادلة: 11].
وقد قال ﷺ: «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا، فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ»([17]).
وقال ﷺ: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا، يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ»([18]).
8- الدعوة إلى اتِّباعها، والعمل بها:
قال سبحانه: ﴿ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ﴾ [يوسف: 108].
وفي الحديث: «فَوَاللَّهِ، لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ»([19]).
9- الدفاع عنها، ورد الشبهات:
قال تعالى: ﴿ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ﴾ [الأنبياء: 18].
وقال سبحانه: ﴿ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ﴾ [الأنعام: 55].
10- الوسطية في تلقِّيها، وفهمها، والعمل بها، والدعوة إليها:
قال تعالى: ﴿ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ﴾ [البقرة: 143].
وفي الحديث: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِيَّاكُمْ وَالغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الغُلُوُّ فِي الدِّينِ»([20]).
لتحميل المقالة بصيغة PDF يرجى الضغط على الرابط: واجبنا نحو السنة النبوية المشرفة
______________________________________________________________________________
([1]) أخرجه البخاري (5063)، ومسلم (1401) من حديث أنس رضي الله عنه.
([2]) أخرجه الدارمي (223)، والبيهقي في الكبرى (4745).
([3]) الوسيط في علوم ومصطلح الحديث، لأبي شهبة (ص24).
([4]) أخرجه البخاري (7274)، ومسلم (152) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
([5]) أخرجه أحمد (6802)، وأبو داود (3646) من حديث ابن عمرٍو رضي الله عنهما.
([6]) أخرجه البخاري (2977 )، ومسلم (523) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
([7]) أخرجه مسلم (1297) من حديث جابر رضي الله عنه.
([8]) أخرجه البخاري (631) من حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه.
([9]) أخرجه البخاري (7280) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
([10]) أخرجه أحمد (17194)، وابن ماجه (12) من حديث المقدام بن معد يكرب الكندي رضي الله عنه.
([11]) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (35473)، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
([12]) أخرجه البزار (3897)، والطبراني في الكبير (2/155).
([13]) أخرجه البخاري (39) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
([14]) أخرجه أحمد (22291) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
([15]) أخرجه مسلم (2599) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
([16]) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (1/157) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
([17]) أخرجه أحمد (21590)، وأبو داود (3660)، والترمذي (2656) من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه.
([18]) أخرجه البخاري (71)، ومسلم (1037) من حديث معاوية رضي الله عنه.
([19]) أخرجه البخاري (3009)، ومسلم (2406) من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه.
([20]) أخرجه أحمد (1851)، والنسائي في الكبرى (4049)، وابن ماجه (3029) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.