مقالاتمقالات مختارة

هيسترية التطبيع بعد انتصار المقاومة و”سيف القدس”

هيسترية التطبيع بعد انتصار المقاومة و”سيف القدس”

بقلم هشام توفيق

يجنح الكيان الصهيوني إلى هيستريا في التطبيع وراءها بواعث ودواعٍ وردود فعل، توصف بالفشل والهزيمة، ورد فعل بعد مرحلة مهمة من التاريخ وهو “سيف القدس”، هو سياق تاريخي مفعم بانتصارات المقاومة وتصاعد نصرة الشعوب خصوصاً المغاربية، وزاد غضب الشعوب العربية والإسلامية ضد التطبيع، والاختراق الخفي، الذي يعد احتلالاً غير مباشر.

هدف هذا التحرك المتصاعد في التطبيع الصهيوني هو التغطية على هزائم الكيان الصهيوني خصوصاً بعد “سيف القدس” وفضيحة نفق الحرية ومعركة القدس، مما أظهر ضعف القوة الأمنية للكيان واهتراء القوة المخابراتية التي تعول عليها أنظمة عربية.

لا ينبغي أن ننسى التاريخ، وانتصار المقاومة الذي أظهر أن ادعاءات الكيان الصهيوني أمام الأنظمة هي مزيفة، فـ”إسرائيل” ليست كما تروج لنفسها، هي الدولة المنقذة لما أسموه الشرق الأوسط، وتتشدق ترويجاً بالدولة الديمقراطية المحققة للتعايش والسلام في المنطقة، بل كشفت معركة “سيف القدس” أن الكيان لا يعول عليه، وأنه هو المجرم، وهو سبب تمزق المنطقة، ويوظف التطبيع العسكري والأمني لصناعة حروب وهمية بين شعوب المنطقة.

فمعركة “سيف القدس” أظهرت زيف ادعاءاته وضعف تصريحاته ووعوده أمام دول عربية مطبعة، وعدها الكيان بالأمن الإستراتيجي، وتحقيق القوة الدفاعية التحالفية، فيما يسمونه “ناتو الشرق الأوسط الجديد”، فكانت صفقة القرن آخر الصفقات لجمع الشلة الاستبدادية العربية تحت سقف قوة مركزية هي “إسرائيل”.

فالكيان الصهيوني يوظف التطبيع الأمني فقط لهدفين:

أولاً: تطبيع أمني لمواجهة أعداء الداخل في فلسطين، فالتطبيع بين هذه الدول في نظرهم سيزيد من حصار الداعمين لـ”حماس” مثل إيران.

ثانياً: تم التطبيع الأمني لمواجهة المقاومة الثانية في الأمة، وهي الشعوب والقوى الحية، فبات من الضروري من الكيان التطبيع الأمني والإلكتروني خصوصاً بين الأنظمة لدعمها صهيونياً لملاحقة المناهضين للصهيونية.

– وجود تطور جديد في “حماس” والمقاومة، وهو تحولها من أسر الصهاينة والضباط في فلسطين وغزة، إلى أسر واختطاف دولي في دول أخرى كما ذكر في “ما خفي أعظم”، وهذا التحول في المقاومة وفي استخباراتها يدفع إلى تطبيع أمني ودفاعي، لضرب التطور الجديد لـ”حماس” والمقاومة، حين أصبحت لها قوى مناصرة في الشعوب، ولها تحرك استخباراتي عالٍ يصل إلى الاختطاف.

أمام هذه الهزائم، كانت ردود فعل الكيان الصهيوني قوية هيسترية نحو صناعة إستراتيجية لقلب الصراعات والفوضى، وصناعة بعبع إرهابي من إيران و”حماس” و”الإسلام السياسي” لدفع هذه الأنظمة نحو الارتماء إلى حضن توصيات الكيان الناصح بالتحالف الأمني تحت جناح “إسرائيل”، و”صفقة القرن”، بتطبيع يبدأ بالسياسي والثقافي والاقتصادي، وينتهي بالأمني والعسكري، وهو غباء في التطبيع حين تصبح هذه الأنظمة أدوات لا تطبع فقط سياسياً وتفتح مكتباً، فتضر جارتها وشعبها وشعوب المنطقة، بل وأداة عسكرية للتوغل في أراض لدول عربية.

وظف التطبيع سياسة صناعة “بعبع إيران” والمبالغة في ترويج عداء إيران، لدفع الأنظمة إلى قبول صفقة “إسرائيل”، بإنشاء تحالف أمني لإيقاف الزحف الإيراني، أو صناعة بعبع “حماس”، أو “الإسلام السياسي” من أجل التنسيق الأمني المخابراتي، لمتابعة وملاحقة النشطاء، وهذا ما حدث في المغرب، من خلال برنامج “بيجاسوس” الذي صدر إلى المغرب، وهذا ما حققته كذلك دولة خليجية من خلال تطبيع أمني مخابراتي لاعتقال أو حصار النشطاء، وزد على ذلك التخويف الصهيوني لمصر من بعبع الإخوان، وتشجيع السلطات هناك على اجتثاث ما يسمى الإرهاب، وإقامة تحالف تطبيعي أمني ومخابراتي، ضد “الإسلام السياسي”.

وفي الأخير والنتيجة، دول تورطت في وحل الدماء وتمزيق للمنطقة، وفي المنطقة المغاربية الكيان يقدم ادعاءات وأكاذيب ويصنع فزاعات وهمية لدفع الأطراف في أفريقيا إلى الحرب.

المصدر: مجلة المجتمع

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى