قال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، إن يوم 15 يوليو/تموز من العام المنصرم بتركيا، يمثل “درسًا حضاريًا ملهمًا لكل شعوب العالم، وخاصة الساعية إلى الخلاص من الاستبداد والظلم، والمناضلة في سبيل الحرية والكرامة”.
وبعث هنية في رسالة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، “تحيةً فلسطينية طيبة، مكللةً بتكبيرات مآذن المسجد الأقصى وأجراس كنيسة القيامة، ممتدةً من القدس الشريف إلى أنقرة، ومن غزّة الصامدة إلى إسطنبول، ومن قلوب أبناء الشعب الفلسطيني إلى قلوب أبناء الشعب التركي الشقيق”.
وأضافت الرسالة التي وصل الأناضول نسخة منها، مساء السبت: “صار الشعب التركي، بوعيه العبقري وثباته الأسطوري وتضحياته في سبيل الحرية، مثالًا للحق الذي انتصر على قوة السلاح، وتجسيدًا حيًا للشعب الأعزل الذي وقف أبناؤه بصدورهم العارية أمام قسوة الدبابات والطائرات الحربية ونار البنادق”.
وأوضح هنية في رسالته، مخاطباً الرئيس التركي، أن “عوامل إفشال المحاولة الانقلابية، ممثلةً بثباتكم ابتداءً، وهو ما كرّس أبهى معاني الزعامة والتضحية، ثم بقادة وعموم الجيش التركي الذي استطاع عزل الطغمة الانقلابية، وقبل ذلك الشعب التركي البطل عندما وضع جانبا كل انتماءاته السياسية والفكرية والأيديولوجية ونزل الشارع على قلبٍ واحد”.
وأضاف: أكتب إليك، وقد أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسجدَ الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومنعَ الاحتلالُ الغاشم رفع الأذان ودخول المصلين إلى الأقصى للمرة الأولى منذ قرابة نصف قرن، ما يهدد بتقسيمه تمهيدًا للاستيلاء الكامل عليه من قبل سلطات الاحتلل”.
وأشار هنية إلى أن “جماهير الشعب الفلسطيني ستقف، بما استطاعت، سدًا منيعًا لحماية المسجد الأقصى من هذا المخطط الغاشم، واثقين بالله أولًا، ثم بعدالة قضيتنا ومشروعية نضالنا، وبأحرار العالم شعوبًا وحكومات”.
وأضاف: “كلنا أملٌ، يا سيادة الرئيس (أردوغان)، أن تبقوا كما كُنتُم دوماً، خير نصير للمسجد الأقصى في محنته، وخير مدافع عن القضية الفلسطينية في المحافل الدولية”.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وتصدى المواطنون في الشوارع للانقلابيين؛ إذ توجهوا بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن بالمدينتين؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
(المصدر: وكالة الأناضول)