هم العدو فاحذرهم.. شركات إسرائيلية تنتحل صفة العالمية
إعداد يمنى حمدي
لن يأتيك العدو بلباسٍ حربي الآن، لكن قد يغير من تكتيكات الحرب مؤقتًا حتى يوقعك في الفخ ويأسرك، ثم يلتقيك وجهًا لوجه! ومن تكتيكات الحرب التي قد يتبعها عدوك، هو أن يغير من جلده قليلًا حتى لا تستطع التعرف عليه. طيلة السنوات الماضية كان العدو يعد لنا، وقد نجح في أن يوقعنا في هيمنته فكريًا وثقافيًا واقتصاديًا.
وحتى أبين لك ما أعنيه، سأوجه لك سؤالًا: هل قمت بالبحث عن أصول الشركات التي تقدم لك منتجات أو خدمات قبيل استخدامك لها؟
في الأغلب الأعم وبنسبة تتعدى الـ 80% ستكون إجابتك بالسلب، في هذا المقال نستعرض معكم قائمة شركات إسرائيلية اتخذت لها قناعًا عالميًا تخفي وراءه نشاطها الصهيوني والذي تدعم به بناء المستوطنات الإسرائيلية. سنستعرض قائمة من الشركات التي لاقت رواجًا واسعًا في الأوساط، ولم نلق بالًا لوجهها الآخر الذي تخفيه عن هويتها الحقيقية.
موقع فايفر fiverr
هل رغبت يومًا في العمل من المنزل؟ ربما نُصحت من قريب أو من بعيد بالتسجيل في موقع فايفر وتقديم بعض الخدمات على منصة الموقع وجني بعض الأموال!
ذلك أن موقع فايفر يعرف نفسه بأنه “موقع عالمي” للعمل الحر عبر الإنترنت، والذي يستند على تقديم خدمات ومهام مقابل 5$ دولارات ومضاعفتها، فهو يقوم على تسهيل التواصل بين مقدمي الخدمات عبر الإنترنت ومشتريها. وقد أسس الموقع ميكا كوفمان وشاي وينجير اللذان يعلنان انتمائهم بفخرٍ لإسرائيل!
شركة بايونير Payoneer
لا زلنا في مجال العمل الحر، ففي حال كنت تعمل في مجال العمل الحر (Freelance) فمؤكد أنك قد اعتدت على سماع اسم شركة بايونير (Payoneer)، فشركة بايونير هي شركة متخصصة بتقديم خدمات الدفع الإلكتروني، فهي تساعد عملائها على سحب وتحويل الاموال في جميع دول العالم عبر ماكينات الصراف الآلي وذلك من خلال البطاقات الائتمانية.
وعبر قليل من البحث سيعيد اسم شركة بايونير إلى الأذهان اغتيال محمود المبحوح القيادي في حركة حماس، حيث أكد مصرف ميتا بنك الأمريكي أن البطاقات الائتمانية التي استخدمها المتورطين في عملية الاغتيال تم إصدارها عبر شركة بايونير!
شركة بايونير التي تولى إدارتها الإسرائيلي يوفال تال، والذي عمل سابقًا كضابط كومندوس في القوات الخاصة الإسرائيلية حسبما ذكرت وكالة الأسوشيتد برس، كما أنه يملك مركز أبحاث وتطوير في تل أبيب.
أما المالك الشريك في شركة بايونير فهي شركة استثمارات اسمها Greylock Partners. التي يقع مقرها في تل أبيب أيضًا ويديرها موشي مار وهو ضابط استخبارات عسكري سابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
شركة فايبر Viber
حسنًا، ربما لا تعمل في مجال العمل الحر، لكن من المؤكد أنك تستخدم العديد من التطبيقات بشكل يومي لكن، دون معرفة معلومات كافية حول الشركة المصنعة لها، وهنا يظهر بشكل واضح عدد من التطبيقات الإسرائيلية ومنها تطبيق فايبر (Viber) فهو واحد من التطبيقات الرائجة في مجال الاتصال عبر الإنترنت، لكن هذا الرواج قلّ بعد ظهور عدة تطبيقات أخرى مثل تليجرام (telegram) وغيرها من التطبيقات.
فايبر هي شركة اتصالات “قبرصية” ومركز التطوير الخاص بها في “إسرائيل”، أسسها الأمريكي الإسرائيلي تالمون ماركو. فمن منا لا يرغب في إجراء مكالمات محلية ودولية بشكل مجاني؟
علينا أن نتذكر أن الشركات الإسرائيلية تتخذ دولًا أخرى مقرًا لها كقبرص وغيرها، لكن مركز التطوير بالشركات يبقى بالداخل الإسرائيلي.
موقع بابليون Babylon
وهو موقع من المواقع الشهيرة في مجال الترجمة، والتي لا تخلو مواقعنا العربية من التسويق بالعمولة لهذا الموقع! حتى صار موقع بابليون ضمن المئة موقع الأكثر زيارة في عدة دول عربية على رأسها مصر والسعودية.
بدأ الأمر في عام 1995 عبر رجل الأعمال الإسرائيلي أمنون عوفاديا من خلال مشروع قاموس إنجليزي-عبري على الإنترنت وكان يهدف إلى ترجمة النص بشكل مباشر أثناء تصفحك. نتيجة لذلك، تأسست شركة Babylon Ltd.
وعلى الصعيد الآخر بقليلٍ من البحث ستدرك أن مقر شركة Babylon Software LTD في إسرائيل وبإمكانك التحقق من هذا عبر هذا الرابط، وبالطبع لن تفاجئ بمطالعة الملف الشخصي للعاملين في الشركة فتجد أن رئيس مجلس الإدارة الخاص ببابليون هو إيريك بنتو الإسرائيلي!
شركة Speedbit
ربما رغبت في تحميل مقاطع الفيديو بشكل مجاني وسريع! وبعد بحث هُديت إلى برنامج download accelerator وهي شركة لحلول البرمجيات والتي تصدر البرنامج الشهير download accelerator plus، وهو أحد البرامج التي تستخدم في تحميل مقاطع الفيديو، هذا ويتيح لك البرنامج إمكانية تحويل مقاطع الفيديو إلى صيغ متعددة وبضغطة زر واحدة!
تقع شركة SPEEDBIT LTD في تيرات كرمل بإسرائيل وهي جزء من صناعة خدمات تكنولوجيا المعلومات الإسرائيلية.
شركة Adorika
إذا كان لديك موقع خاص بك، فربما يكون وقع اختيارك على شركة أدوريكا، فهي وكالة إعلانية، فكرتها باختصار قائمة على وضع زر معين في موقعك، ووفق عدد النقرات على الزر يحصل موقعك على الأرباح. فهي قريبة الشبه ببرنامج جوجل أدسنس.
حسنًا، يبدو الأمر مثاليًا، أليس كذلك؟
دعني أكمل الصورة لك، في حال قمت بالبحث عن الشركة تحت مسمى “Adorika Media Ltd” ستجد أن مقر الشركة بإسرائيل أيضًا!
شركة ويكس WiX
مؤكد وأنت تتصفح صفحتك الشخصية على فيس بوك أو تشاهد إحدى مقاطع الفيديو على يوتيوب وجدت هذا الإعلان “انشئ موقعك الإلكتروني الآن ودون الحاجة إلى خبرة برمجية” أليس كذلك؟ هذا إحدى صيغ إعلانات شركة ويكس Wix!
وللأسف لقد انجذب كثير من العرب لهذه الإعلانات البراقة وعروض كسب الأموال المرتبطة بها من خلال ربط مواقعهم المُنشأة على ويكس بجوجل أدسنس! ولم يكتفوا بهذا الحد بل قام العديد بالترويج لهذا الموقع وعمل شروحات لكيفية استخدامه.
لكن، هل تعرف من تكون Wix.com؟
Wix هي شركة إسرائيلية، مقرها الرئيسي يقع في تل أبيب، ولها مقر آخر بـ بئر السبع. في حال طالعت هذا الرابط ستجد هذه العبارة: “Wix.com Ltd. (Hebrew: וויקס.קום) is an Israeli software company”.
إذًا ويكس شركة إسرائيلية من الطراز الأول، أنشأت عام 2006 على يد ثلاثة من اليهود هم: أفيخاي إبراهامي، نداف إبراهامي وجيورا قابلان. الشركة توفر خدمات الحوسبة السحابية، وتساعد مستخدميها في بناء المواقع. وقد قامت الشركة بشراء عدد من الشركات والمواقع خلال السنوات الأخيرة مثل:
- موقع “Moment.me” وإذا قمت بالبحث عن أصول هذه الشركة ستجد هذه العبارة: “In 2015 the company was acquired by another Israeli company, Wix.com, in a deal estimated at $10 million”. بإمكانك التأكد منها عبر هذا الرابط.
شركة أهافا Ahava
أهافا هي شركة إسرائيلية لمستحضرات التجميل، تعتمد في تصنيع منتجاتها على الموارد الطبيعية التي يتم استخراجها بشكل غير قانوني من شواطئ البحر الميت بالأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتعد أهافا من أكثر الشركات الإسرائيلية المصدرة والمعروفة عالميًا. بإمكانك أيضًا البحث عن مقر شركة أهافا على خرائط جوجل (Google maps) لترى موقعها في إسرائيل.
في حقيقة الأمر لا يتوقف الأمر على إعلان الشركات عن كونها إسرائيلية، أو مقر عملها داخل دولة الكيان الصهيوني!
فهنالك عدة شركات عالمية تدعم الكيان الإسرائيلي أيضًا ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
كاتربيلار CATerpillar
وهي شركة متعددة الجنسيات، كما أنها تعد واحدة من أكبر مزودي الآلات الهندسية في العالم ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد ذكرت الواشنطن بوست في تقرير لها أن الشركة مورد طويل الأمد للجيش الاسرائيلي تزوده بمجموعة متنوعة من الآلات الهندسية الثقيلة التي يستخدمها في هدم منازل الفلسطينيين على نطاق واسع في الأراضي المحتلة، وأيضًا بناء المستوطنات الإسرائيلية وإنشاء البنية التحتية الاستيطانية وكذلك الجدار العازل.
شركة هيونداي HYUNDAI
مثل سابقتها Caterpillar فإن هيونداي تستخدم معداتها في بناء المستوطنات الإسرائيلية تحديدًا بمنطقة بركان الصناعية، وتساهم أيضًا في حملات هدم بيوت الفلسطينيين.
شركة اتش بي HP
شركة إتش بي شركة متعددة الجنسيات مقرها كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، تقوم بصناعة وتطوير الحواسيب الشخصية والطابعات.
وعلى الجانب الآخر فإن الشركة حيث أنها تمد الجيش الإسرائيلي بالحواسيب. بالإضافة إلى مساعدتها لجيش الاحتلال عبر إدارتها لأنظمة الهوية، والتي تستخدمها السلطات الإسرائيلية في تقييد حركة الفلسطينيين.
شركة بوما PUMA
هل ارتديت حذاء رياضي يحمل العلامة التجارية لشركة بوما؟
إن بوما هي شركة ألمانية متعددة الجنسيات، تنتج كل ما هو متصل بالرياضة من أحذية ومعدات رياضية. لكن بوما متورطة بدعم اتحاد كرة القدم الإسرائيلي (IFA)، بالإضافة إلى تعاقدها مع شركات إسرائيلية تعمل في المستوطنات!
فيكتوريا سيكريت Victoria’s Secret
غالبية النساء يعلمن من هي فيكتوريا سيكريت. فيكتوريا سيكريت هي شركة أمريكية للملابس الداخلية النسائية والتي تلقى رواجًا كبيرًا على مستوى العالم.
وأحد الموردين الرئيسيين لبضائع فيكتوريا سيكريت هو عملاق صناعة النسيج الإسرائيلي دلتا جليل DELTA GALIL. لكن ما هي دلتا جليل؟
تأسست شركة دلتا جليل منذ عام 1975 لصناعة وتسويق الملابس ذات العلامات التجارية الخاصة بالرجال والنساء والأطفال. بما في ذلك الملابس الداخلية والرياضية والجوارب. وقد تم افتتاح مقرها الأول بإسرائيل منذ أكثر من أربعة عقود.
ويقع المصنع الإسرائيلي بمنطقة الجليل، وقد أقيمت على أراض صودرت من ثلاثة قرى فلسطينية. كما أن دلتا جليل لها علاقات مع تجار التجزئة الأشهر في العالم مثل:
“كالفن كلاين” Calvin Klein و”وول مارت” Walmart و”نايكي” Nike. والأخطر أن منتجات دلتا جليل تُباع تحت مسمى علامات تجارية شهيرة مثل:
ويلسون Wilson وكولومبيا Columbia ومايدن فورم Maidenform.
تذكر/ي أن دعمك للشركات الإسرائيلية أو من يدعمها فهو يصب في الأخير لمصلحة اسرائيل واقتصادها الموجه لبناء المستوطنات وهدم منازل الفلسطينيين.
ماذا عليَّ أن أفعل؟
من المؤكد أنك أدركت الآن مدى ضخامة الأموال التي يستثمرها الكيان الصهيوني في هذه الخدمات والتي تغذي اقتصاده. رغم أن مجرد معرفة كون هذه الشركات إسرائيلية هو سبب كافي يجعلك تعتزم مقاطعة هذه الشركات تمامًا، إلا أنني سأخبرك بما هو أخطر بكثير من أجل توعيتك وتحميلك مسئولية توعية الآخرين بضرورة المقاطعة.
وهو أن جميع الشركات الإسرائيلية الكبرى تدعم الكيان الصهيوني الاحتلالي وتتعاون بشكل مباشر مع الاستخبارات الإسرائيلية. والأدهى من ذلك أنه يتم إنشاء مثل هذه الشركات/ الخدمات في الأساس دعمًا للاحتلال اقتصاديًا وعسكريًا وإعلاميًا؛ ليستمر في استيطان الأراضي الفلسطينية. لكن، يبقى هنالك سؤال علينا أن نبحث له على إجابة، ماذا عليَّ أن أفعل؟
المقاطعة
مفهوم المقاطعة بشكل مبسط مثلما يعرفها معجم “ميريام-ويبستر” كلمة مقاطعة Boycott بأنها:
رفض شراء أو مشاركة (شيء) كطريقة للتعبير عن الاحتجاج، والامتناع عن استخدام بضائع أو خدمات (شركة، دولة،…) حتى يحدث التغيير.
وهي تشمل مقاطعة كل المؤسسات والنشاطات الأكاديمية والثقافية والرياضية الإسرائيلية، بالإضافة إلى مقاطعة كافة بضائع الشركات الإسرائيلية والشركات العالمية المتواطئة في انتهاكات إسرائيل.
كما تشمل سحب الاستثمارات من خلال بيع الأسهم والامتناع عن الاستثمار في الشركات الإسرائيلية والدولية المتورطة في جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني. ويجب ألا ننسى مسار فرض العقوبات العسكرية والتجارية والمالية والأكاديمية والاقتصادية بهدف إجبارها على وقف الانتهاكات.
مسار بديل
سيأتي أحدهم ويقول لك، أنا في حاجة لأن استخدم مثل هذه الخدمات! وهنا يجب الإشارة، أنه هنالك عدد لا بأس به من الشركات / الخدمات العربية والأجنبية الأخرى غير التي تدعم الكيان الصهيوني. يبقى فقط دورك أن تبحث عنها بمزيد من الجهد، لا أن يكن خيارك الأسهل هو استخدام هذه الخدمات بأريحية.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، في حال رغبت في العمل الحر عبر المنصات الإلكترونية فبدلًا من استخدام Fiverr هنالك منصات عربية مثل: خمسات ومستقل وكفيل وغيرها.
ختامًا
لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تقاطع ولو أن تقوم بتوعية أهل بيتك وأهل حيك وزملائك في الدراسة.
وتذكر أن كل سنت تدفعه من أجل خدمة من شركة إسرائيلية أو شركة داعمة لها هو بمثابة رصاصة تطلقها في صدر فلسطيني!
وحتى يحقق هذا التقرير غرضه في أن يكون بمثابة مرجع لي ولك، شاركنا بخدمات / شركات / منتجات تأكدت من هويتها الإسرائيلية في التعليقات لنعمل على تحديث المقال أولاً بأول.
(المصدر: موقع تبيان)