(تقرير إخباري بقلم خالد مصطفى – موقع المسلم)
أثار حكم محكمة العدل الأوروبية بشأن السماح للشركات بمنع الموظفات من ارتداء الحجاب عاصفة من الغضب في العالم الإسلامي خصوصا مع تصاعد عمليات الاعتداء العنصري على المساجد وعلى المسلمين في أوروبا..
الحكم كان صادما بشدة في ظل ما تزعمه أوروبا من حمايتها للحريات ومع وجود الملايين من المسلمات في العديد من الدول الأوروبية منذ سنوات طويلة بشكل قانوني وحصول الكثيرات منهن على الجنسية وهو ما يؤهلهن للحصول على كافة حقوقهن التي تكفلها الدساتير في هذه الدول التي تدعي “العدالة”..الحكم صدر كرد على شكوى من بعض المسلمات على اضطهادهن من قبل بعض الشركات فجاء ليكرس للعنصرية والتمييز ويضرب عرض الحائط بكافة الدعوات التي انطلقت من قبل بعض عقلاء الغرب بشأن ضرورة الانفتاح على المسلمين لمنع مشاعر الاحتقان التي تسيطر على الكثير منهم بسبب التصريحات والأعمال العدائية من قبل اليمين المتطرف..
الحكم الأوروبي أعاد للأذهان الحروب الصليبية التي شنتها أوروبا منذ عقود ضد المسلمين تحت شعارات دينية وأدت لمجازر مرعبة وسببت مآسي عظيمة ما زالت تعاني منها البلاد الإسلامية حتى اللحظة..حكم المحكمة الأوروبية صاحبه العديد من الممارسات العدائية التي أكدت فكرة عودة الحرب الصليبية من جديد فقد قام عدد من الألمان بنصب مجموعة من الصلبان في أرض كانت معدة لبناء مسجد عليها رغم الحصول على كافة التصريحات الحكومية اللازمة, كما قررت بلجيكا منع أربعة أئمة أتراك من دخول أراضيها لإلقاء عدد من الخطب بالمساجد “لأسباب أمنية”!..
هذه الممارسات العنصرية وغيرها الكثير استفز عدد من السياسيين المسلمين حيث اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قضاء الاتحاد الأوروبي بإطلاق “حملة صليبية” ضد الإسلام وتساءل أردوغان في كلمة له عن مصير الحرية الدينية في أوروبا، وقال “عار على قيمكم، عار على قانونكم وعدالتكم”…وتابع الرئيس التركي أن أوروبا تعود بسرعة إلى أيام ما قبل الحرب العالمية الثانية….وكانت صحفية كندية قد دعت صراحة إلى حملة صليبية في فلسطين وذلك بعد زيارتها للأراضي المحتلة, وادعت الصحفية أن المسلمين استولوا على مدينة بيت لحم…وغرَّدت فيث غولدي على موقع “تويتر” قائلة: “أذان صلاة المسلمين في أرجاء بيت لحم، الإسلام هو الآن الدين الرسمي للمدينة التي وُلِد فيها المسيح (#مشيئة_الرب)”.
وقالت فيث في أحد فيديوهاتها الذي ترجمه الموقع: “هذا ما سنفعله، سنسيطر على المدينة (بيت لحم)، ثُمَّ سنعيش هنا.. وربما سننجب 5-12 طفلا على الأقل.. سيكون أمرا جذَّابا للغاية أن يأتي الناس إلى هنا، وسنمارس التمييز على أساس الدين”….لقد فضحت بعض الصحف الغربية ما يجري تجاه المسلمين؛ فقد كشفت دراسة حديثة نشرتها جامعة جورجيا ستيت الأميركية، أن إعلام الولايات المتحدة يكرّس مفهوم العنصرية ضد المسلمين بقصد أو بدون قصد…وذكرت الدراسة أن الإعلام الأميركي يولي اهتماماً للهجمات التي يقوم بها مسلمون بواقع 4 أضعاف تغطيته للهجمات التي يقوم بها آخرون، رغم أن عدد العمليات التي يقوم بها مسلمون أقل بكثير من تلك التي ينفذها غيرهم …ورصد الباحثون جميع الهجمات التي وقعت في الولايات المتحدة بين عامي 2011 و2015، وتبيّن أن نحو 12% منها فقط قام بها مسلمون…
كما انتقدت صحيفة بريطانية القوانين التي تصدر في أوروبا ضد المسلمين, واعتبرتها مؤشرا على عدم الترحيب بهم…وقالت صحيفة الإندبندنت: إن “الإسلام والمسلمين لم يعد مرحباً بهم في أوروبا أكثر من ذلك، خصوصاً تخويل الشركات الأوروبية حق منع الحجاب في أماكن العمل، مؤكدة أن هذه التصرفات تمهد لتصرفات أخرى تلحق بها وتحول الدفة نحو مسارات أكثر شرا…وأوضحت أن مقترحي هذه القوانين يقدمونها للرأي العام الأوروبي على أنها إجراءات لتحرير المرأة المسلمة من أغلال الإسلام لكن الواقع أن هذه القوانين ما هي إلا إجراءات اجتماعية تمييزية مصممة لدفع المرأة المسلمة للتحول تدريجياً إلى الهوية العلمانية…
وأكدت على أن هذا القرار هو بمثابة تحجيم لدور المرأة المسلمة في الحياة العامة في أوروبا لأنه سيمنع كثيرات من ممارسة العمل لو كان يمنعهن من ممارسة طقوس دينهن….واعتبرت أن هذه القوانين تعبر عن عدوانية أوروبية تجاه الإسلام والمواطنين المسلمين.