نشرت صحيفة “يني شفق” التركية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على القرارات المتوقع اتخاذها من قبل منظمة التعاون الإسلامي في اجتماعها الطارئ الذي يُعقد في إسطنبول اليوم.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته “عربي21“، إن الشعوب الإسلامية تنتظر قرارات استثنائية من هذه القمة الإسلامية التي سيتواجد فيها زعماء العالم الإسلامي، حيث ستهدف هذه القرارات إلى حماية القدس وإلى بدء حراك فعلي ضد احتلال القدس.
وأكدت الصحيفة أن العالم الإسلامي اليوم أمام اختبار مهم، فإما أن يقودوا التاريخ ويكتبوا تاريخا جديدا في صفحات الأمة الإسلامية، وإما أن يتسببوا في انهيار العالم الإسلامي تماما. وعموما، فإنه يجب أن تحمل هذه القمة قرارات تاريخية من شأنها أن تحمي الدول الإسلامية والشعوب الإسلامية ومقدساتها، من أجل بعث أمل جديد في مستقبل هذه الأمة.
وطالبت الصحيفة زعماء العالم الإسلامي باتخاذ قرارات تُسعد القدس وشعبها وتقف في وجه موجات الاستعمار الغربية، ورسم طريق لشعوب العالم الإسلامي، واتخاذ خطوات قوية نحو عودة العالم الإسلامي إلى وضعه الطبيعي، من خلال اتخاذ قرارات واضحة وصريحة تبعث الروح والحماس في كل جغرافيا العالم الإسلامي من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادي.
وأشارت الصحيفة إلى قدسية مدينة القدس ومكانتها في الدين والتاريخ الإسلامي، إذ تعد رمزا من رموز العالم الإسلامي. لذلك، يجب على قادة العالم الإسلامي التحرك فعليا ضد قرار إعلان المدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل من خلال تحضير حراك سياسي وعسكري من أجل حماية القدس.
ووجهت الصحيفة النداء إلى كل الزعماء المشاركين في هذه القمة الإسلامية محذرة إياهم من مغبة عدم حمايتهم للقدس. فعدم اتخاذهم لمواقف قوية وصريحة وجريئة، ستفقد الشعوب الأمل وستفقدها ثقتها في قادتها نظرا لأن تسليم القدس للولايات المتحدة الأمريكية ولإسرائيل يعني انهيار العالم الإسلامي.
وأضافت الصحيفة أن فقدان القدس يعني فقدان المدن الإسلامية الواحدة تلو الأخرى. لذلك، تنتظر الشعوب الإسلامية الخروج بقرارات حاسمة من هذه القمة تعيد للأمة قوتها وهيبته حتى لا يسقط العالم الإسلامي في هوة لا مخرج منها. وتجدر الإشارة إلى أن التزام زعماء العالم الإسلامي الصمت إلى غاية اليوم يعني أن الشعوب الإسلامية ستكون شاهدة على سقوط كل من المدينة المنورة ومكة المكرمة فضلا عن مراكز المدن الإسلامية الواحدة تلو الأخرى.
وقالت الصحيفة إن سقوط القدس اليوم وتسليمها ليد إسرائيل يعني فقداننا لقيمنا، وأخلاقنا، وديننا، وعقيدتنا. كما أن التغاضي عما يحدث في الوقت الراهن يعني أننا سلمنا بتقسيم دولنا إلى دويلات صغيرة وأننا سنكون في موضع ذل وضعف طيلة قرن قادم.
وتساءلت الصحيفة حول الوقت الذي يجب أن نستغرقه حتى نستخلص الدروس والعبر من دخول الجيوش الغربية لبلاد الرافدين، واحتلالهم لأفغانستان، وسرقة كل خيرات بلادنا، وتمزيق دولنا، وتمزيق ليبيا وتأجيج الحروب في سوريا واليمن.
وأكدت الصحيفة أنه يجب على الغرب الذي لعب وعبث في تركيا لسنوات طويلة، من خلال الانقلابات العسكرية والحروب الأهلية، أن يدرك اليوم أن ذلك الزمن قد ولّى، وأن إشعال فتيل الحروب في العالم الإسلامي أصبح أمرا مكشوفا. وعلى العموم، أدركت الشعوب الإسلامية أن الحروب العرقية والطائفية هدفها تشريد المسلمين وتمزيق وحدتهم لذلك، تنتظر الشعوب الإسلامية من القمة الإسلامية وقفة رجل واحد في وجه الغرب ومطامعه المتجددة.
ونوهت الصحيفة بالانتفاضات التي قادتها الشعوب الإسلامية والتي جابت الشوارع والمدن دفاعا عن القدس حيث وحدت هذه المدينة العالم الإسلامي، وهو ما يجب استغلاله بهدف تحقيق وحدة إسلامية حقيقية، وتشكيل أرضية سياسية وعسكرية من شأنها أن تقف في وجه المطامع الغربية والاستعمارية.
وطالبت الصحيفة زعماء العالم الإسلامي بضرورة اتخاذ قرارات حاسمة على مستوى القيادة، إذ يجب أن تكون القدس بمثابة جرس الإنذار الذي من شأنه أن يوقظ العالم الإسلامي من النوم لتتوحد الشعوب والقيادة. ففي حال لم نتوحد اليوم في وجه هذا القرار، فإننا لن نتوحد مطلقا.
وذكّرت الصحيفة قيادة الدول الإسلامية بالقوة المالية، والعسكرية، والتاريخية، والدينية، والعقائدية التي تملكها هذه الدول فضلا عن الشعوب الإسلامية المستعدة للتضحية بحياتها في سبيل حماية الأمة الإسلامية ووحدتها.
وأكدت الصحيفة أنّ وحدة العالم الإسلامي سياسيا وعسكريا ستؤدي إلى التغلب على جل المطامع الاستعمارية الغربية، بالتالي، لن تكون هناك قوة في العالم تستطيع الوقوف أمام عالم إسلامي موحد سياسيا وعسكريا، ذي توجه واحد.
وأفادت الصحيفة بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يتولى قيادة هذه القمة الإسلامية يريد تبني مواقف صارمة للغاية ضد قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، يسعى أردوغان إلى حث الدول الإسلامية على تبني قرارات شجاعة وحاسمة وغير مسبوقة.
وأضافت الصحيفة أن ما يجري اليوم هو إعادة رسم لخريطة العالم، بالتالي ستؤثر كل خطوة سواء كانت إيجابية أم سلبية، في مستقبل العالم الإسلامي. فإما أن نرسم مستقبلنا بأيدينا ليكون مستقبلا رائعا ومشرقا، أو أن يرسمه الغرب لنا ليكون المستقبل مظلما وقاتما تتقاتل فيه الشعوب الإسلامية فيما بينها، فيما ينهب الغرب خيرات بلادنا لقرن جديد.
وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن كل قرار حول قضية القدس سيحدد مستقبل العالم الإسلامي. والجدير بالذكر أن ملياريْ مسلم ينتظرون اليوم من قادة العالم الإسلامي قرارات حاسمة وقوية ورادعة ليعود لهم الأمل في بناء مستقبل مشرق يستعيدون فيه مجدهم وحضارتهم وعزتهم.
(المصدر: عربي21)