الإسلام اليوم – محمد عابد
استنكر قانونيون وإعلاميون تبني قناة العربية الفضائية ما وصف بمحاكمة المحرضين (علماء دعوا إلى مناصرة الشعبين السوري والعراقي)، عبر بثها تقريرا، الخميس، يتهم دعاة في السعودية بالتغرير بالشباب عبر مختلف المنصات، كالخطب أو المواد المسموعة والمرئية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي دفعتهم للقتال في هذين البلدين.
واعتبر مغردون أن المقصود بهذا الجهد شيطنة الدعاة وتصفية حسابات مع الفكر الإسلامي، مشيرين إلى محاولة البعض تحريف الحقائق واتهام الإسلام بالإرهاب، على نسق ما تفعل أمريكا والدول الغربية عندما تتهم السعودية بالإرهاب بسبب حمل بعض المتطرفين الجنسية السعودية، أو اتهام الجاليات الإسلامية في الغرب بالإرهاب لوجود بعض الشواذ عقليا ونفسيا ممن يتبنون الإرهاب بينهم.
وعلق المحامي عبد الله الناصري على حسابه في “تويتر” بالقول إن “التحريض مصطلح قانوني جنائي إذا تعلق بجريمة فما هي الجريمة وما هو سند التجريم ومتى تاريخه؟ الفلم تصفية حسابات على حساب الوطن” .
وتابع: “أول سند قانوني لتجريم السفر لمناطق القتال وتسمية الجماعات الإرهابية هو الأمر رقم ا/44 وتاريخ 3-4-1435 قبل ذلك لا يوجد تجريم”.
وطالب الكاتب السعودي جمال خاشقجي، بوقف ما وصفه بالعبث، وقال في تغريدة نشرها عبر حسابه على “تويتر” : “بعدما تم بنجاح رفع شعار (محاكمة المحرضين) انتقلوا إلى التالي، تحديد الأسماء وصياغة الادعاءات وليت المحاكمات تكون علنية … أوقفوا هذا العبث”.
وقال المشرف على شبكة طريق السنة عبد الله الفَيفِي: “بمناسبة #حساب_المحرضين؛ الجمهور الصفوي يتساءل: متى ستبث القناة الجزء الثاني من #حكاية_حسن؟”، في إشارة إلى فلم بثته القناة مطلع العام أشاد بزعيم ميليشيا حزب الله اللبناني حسن نصر الله.
وعقّب أستاذ العقيدة والمذاهب، بقسم الدراسات الإسلامية في جامعة الملك سعود، محمد عبد الله الوهيبي: “أخي الداعية إياك أن تتحدث عن أحوال المسلمين، وإذا تحدثت فذرفت دموعك حزناً على حالهم، فأنت محرض تستحق المحاكمة في نظر العربية!”.
أما الداعية فهد العجلان فعلق على حسابه في “تويتر” بالقول: “أظهر التقرير أن التحريض شائع في كل مكان، وأصحابه يتحركون بكل حرية بلا رقيب ولا حسيب.. هذا تحريض على فشل الجهاز الأمني وطعن فيه”.
وراجت خلال الأيام الماضية “هاشتاغات” تدعو إلى محاكمة العلماء وخاض البعض في أعراضهم، بعد توجه المحامي عبد الرحمن اللاحم للبدء في ملاحقة المحرضين قانونيا، بعد أن أوكله أحد الموقوفين في قضايا الإرهاب.
وذكر المحامي اللاحم أنه تلقى عددا من الطلبات من أهالي الموقوفين، والطلبات ما زالت قيد الدراسة، مؤكدا بأن موكليه يُقرون بالذنب والخطأ، لكنهم يتهمون أسماء معينة بالتحريض وأنهم شُركاء في الذنب والجريمة.
يشار أخيرا، إلى أن قناة العربية تستهدف الإسلاميين بطريقة منهجية، وتعتبر المعركة معهم أحد أهم أجندتها المعلنة.