بقلم الشيخ د. سلطان العميري
يقرر عدد من المشايخ المعاصرين : أن الأمم المشركة كلها مقرة بتوحيد الربوبية , يقول أحد المعاصرين :”جميع الخلائق يقرون بتوحيد الربويبة وتوحيد الأسماء والصفات , والنزاع والخصومة بين الأنبياء والرسل وبين أقوامهم في هذا التوحيد, وهو توحيد الألوهية والعبادة” .
ويقول آخر :”أما كونه سبحانه رب الجميع وخالق الخلق ورازقهم، وأنه كامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، وأنه لا شبيه له، ولا ند له، ولا مثيل له، فهذا لم يقع فيه الخلاف بين الرسل والأمم، بل جميع المشركين من قريش وغيرهم مقرون به”
وهذا التقرير غير صحيح ؛ لأن إطلاق القول بأن كل الأمم المشركة مقرة توحيد الربوبية مخالف للحقائق التاريخية التي تنقل عن أمم اليونان والرومان والهندية والمصرية , فهذه الأمم وقعت في أصناف مختلفة من شرك الربوبية .
بل لا توجد أمة مشركة في الألوهية إلا ولديها انحراف وخلل في توحيد الربوبية , حتى كفار العرب ومشركي قريش .
ولا بد لنا ان نفرق بين الإقرار بوجود الله في حد ذاته وبين باقي معاني الربوبية الأخرى , فالإقرار بوجود الله وكونه الخالق للكون يكاد يكون شائعا في الأمم المشركة , ولكن باقي معاني الربوبية ليس كذلك .
وبناء عليه فالقول بأن جميع الأمم المشركة مقرة توحيد الربوبية خطأ ظاهر , يجب أن يزال من التقرير العقدي السلفي ؛ لأن هناك من اسثمره في الاعتراض والتشغيب على تقريرات أئمة السلف .