مقالات مختارة

هل أنت مؤهل لخوض المعركة.؟

الفرد السني ، الجماعة السنية ، الدولة السنية في جنوب شرق ، أو شمال شرق ، أو غرب شرق ، أو شرق شرق هذا العالم هي في أول الأمر وآخره المستهدفة من قبل حلفاء النرجسية والعرقية ( الأمريكية والصفوية ) بغداد الأمس هي صنعاء اليوم و ودمشقها ، دولة العراق بالأمس هي دولة الشام واليمن اليوم ، الفرد السني العراقي الذي ذبح بالأمس هو نفسه الذي يذبح اليوم في الشام واليمن ، المشروع الطائفي العنصري العرقي الذي طبق في العراق ـ وجميع العرب ساكتون ـ هو نفسه الذي نراه اليوم في الشام واليمن ، المشكلة ـ يا سادة ـ أننا نتجاهل هذا الواقع المرير الذي ينطق بالحقيقة المؤلمة بلا زيف وخداع وتحوير، وهذا لا يعجبنا، ونتعلق بقشة الإرهاب التي بها قصمت ظهورنا، واستبيحت حرماتنا، تحرزاً منا أن نكون فريسة لعدونا تحت ذريعة الإرهاب، متغافلين عن حقيقة الإرهاب عند عدونا وأنه في نظرياتهم يشمل الأطفال الرضع ، والشيوخ الركع، وليس من الإفراط في القول أن نقول : والبهائم الرتع مادام ملاكها إسلاميون سنة .!

لا بد أن نتيقن أن حليفا الدار الصفوي والصليبي له أولويات في الحرب الذي يخوضها، وأن الدور وإن تأخر عنا، فهو ـ حتماً آت علينا ـ ومن المؤسف أن أقول لكم: أن الذي لا يستطيع فهم هذه الواضحات المسلمات: أنه بمثابة الثور الأبيض سيتم ذبحه لكن بلا عزاء لأهله وذويه .!

أيها السادة :

معركتنا اليوم أفراداً وجماعاتٍ ودولاً هي في إعداد جيل : متين العقيدة ، قوي الشكيمة ، قادر على التضحية ، مؤمن بأحقيته في الحياة بعزة وكرامة المسلم، متمرس ومتدرب على الدفاع والهجوم، متوازن في تصرفاته وتحركاته ، وبالجملة : تجده مستعداً إيمانياً وأخلاقياً وعسكريا ًوسياسياً ، قادراً على المواجهة والتصدي لكل المؤامرات التي تسعى للنيل منه !

أيها السادة:

شهد التاريخ أن الذين يستعدون لعدوهم هم الذين ينتصرون لعروبتهم، ولدينهم وعقيدتهم ، وشهد التاريخ أن الأعداء لا يرهبون الخاملين والكسالى وأرباب الفرش والمخادع ، لذا فإن الذين يستعدون اليوم هم الذين سيثبتون غداً ، وهم الذين سينتصرون ويحققون لهذه الأمة المكلومة آمالها، وأمثال هؤلاء المشمرون اليقضون لا يمكن بحال أن يفروا يوم الزحف وقد تم تأهيلهم تأهيل من موتُه ورحيلُه واستشهادُه دون عرضه ووطنه وعقيدته المقدسة غايته وأعظم أهدافه!

يا سادة :

معركتنا القادمة ستنال كل فرد منا، كل جماعة، كل دولة، لست والله أبالغ وأنشر الرعب فيكم، ولكن التقارير المنشورة، والمخططات الصفوية الصليبية المبثوثة، والتولي الظاهر لبعضهم البعض: كل ذلك يؤكد ما قلته لكم ، وهذا يعني أن من لم يستعد اليوم لن ينجو من مصير الثور الأبيض غداً.!

معركتنا القادمة ستكون فاصلة بيننا وبين عدونا، سيتبين أرباب التلون والخداع، ستسقط الأقنعة، سيكون الناس بين فسطاطين، فسطاط حق وعدل وكرامة، فسطاط باطل وبغي ومهانة!

معركتنا القادمة تطلب منا ـ من الآن ـ أن ندع خلافاتنا جانباً، أن ننسى أننا أبناء جماعات وأحزاب وقبائل ومناطق، أن نستشعر أننا أمة واحدة، وتحت لواء جماعة المسلمين وإمامها، تختلف فهومنا، وتتنوع أفكارنا، لكن عقيدتنا واحدة، وعلى أساس واحد، مثل هذه الأمور من شأنها أن تعيد التوازن لصف هذا الأمة المليئة بالجراح، بل من شأنها أن تؤهلنا لخوض المعركة القادمة بثقة وصبر وقدرة على المواجهة.!

وهنا أختم بين يديك بهذا التساؤل:  مؤهل لمواجهة المعركة القادمة.؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى