مقالاتمقالات المنتدى

هل أنا من المتقين..؟؟!!

هل أنا من المتقين..؟؟!!

بقلم د. عمر عبدالله شلح ( خاص بالمنتدى)

( ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلْكَٰظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ ۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ ).. من أراد حياة اجتماعية سليمة ومتماسكة، فعليه بهذا النص..
فالنص في البداية، مرتبط بالذي قبله من سورة آل عمران، وهو يتحدث عن المتقين الذين يسارعون إلى مغفرة من ربهم وجنات عرضها السموات والأرض..
بنص وفهم القرآن، يمكن القول بأن من فعل هذا، فهو التقي الذي تحدث عنه الله في النص سابق الذكر في مطلع هذه الرسالة..
هذه الصفات، هي من الصفات الإيجابية، التي تعزز فرص نجاح الحياة الاجتماعية بين الناس إذا تخلّقوا بها.. وباختصار نقف مع هذه الصفات في النص..
_ الذين ينفقون في السراء والضراء.. من الطبيعي أن الذي يكون حاله ميسوراً أن ينفق في سبيل الله، لكن كيف ينفق من كان حاله معسر..؟؟ فالمقصود بالانفاق في اليسر والعسر، أي أنه ينفق بكثرة في سبيل الله إن كان ميسراً، ولا يقطع الإنفاق مطلقاً لو كان معسراً، حتى لو أنفق بأقل القليل، وقد جاء في الحديث ” أفضل الصدقات جهد المُقِلّ..”.
_ والكاظمين الغيظ.. وهذا من أعلى مراتب تربية النفس وتهذيبها.. وقد جاء في فضل كظم الغيظ، ” من كظم غيظا هو على نفاذه قادر، كان حقاً على الله أن يدخله الجنة من أي الأبواب شاء..” وهذا يتحاج إلى جهد كبير في تربية وبناء النفس، لأنه يكون ضد رغباتها في الانتقام، وإشباع احتياجاتها السلبية..
_ والعافين عن الناس.. والعفو أهم من الكظم للغيظ، ” فالعفو أبلغ من الكظم، لأن العفو ترك المؤاخذة مع السماحة عن المسيء..” هذا ما يقوله الشيخ السعدي..
_ والله يحب المحسنين.. والإحسان في أمرين، الأول، الإحسان في العبادة، ويكون مع الله سبحانه، أي أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك.. والثاني، الإحسان مع الخلق، وهو يشمل رد الإساءة بالإحسان، وهذا مقامه أعلى، ورد الإحسان بالإحسان.. وهذا مقامه أقل..
هذه الصفات، من كانت فيه، فليبشر بالجنة التي أعد الله لعباده المتقين.. ومن عاش هذه الصفات، فهو شخص متصالح مع ذاته، ومتصالح مع بيئته.. وهذا يعني، أنه شخص إيجابي نافع.. ومن جافته هذه الصفات، فعليه أن ينظر على أية أرضية يقف في فهمه للدين، ولمراحل الحياة المختلفة.. اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح المتقين.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله..

إقرأ أيضا:بيان تنديد بمنع بث الصلوات بمكبرات الأصوات في  رمضان في مساجد السعودية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى