مقالاتمقالات المنتدى

هكذا يعيشون الأحرار! ولكن أين تجدهم؟

هكذا يعيشون الأحرار! ولكن أين تجدهم؟

بقلم برهان احمد الصديقي [email protected]  (خاص بالمنتدى)

 

ماذا تعلم عن رحلة الفلسطيني من أجل الحرية والوطن ولماذا تشارك الجامعات من العالم في رحلتهم العنيفة والمرهبة؟

 عجيب أمرك! تبحث عن الأحرار وهل أنت مملوك لأحد؟

عجيب أمرك! تبحث عن الأحرار وهل الشعب لا يمتلكون مرضاتهم اليوم؟

عجيب أمرك قلتَ لي أنت في بحث حياة الأحرار وأنت متجهًا إلى السجن أوليس اصوب أن تبدأ من الأسواق والمولات فتجد الناس مشغولون في بيع وشراء حسب رغباتهم أو تبدأ من قهوات ومطاعم فتجد نعما من الله مبسوطة أمام الناس يأكلون مما يشتهون أو تبدأ من مقامات السياحة فتجد الناس يتمتعون فيها من بهجة الجنان وراحة البال أو  تبدأ من الملاعب، اللاعبون يلعبون فيها والمشاهدون يشجعونهم ويصرفون أموالهم على كيفهم. أو على الأقل تبدأ من الكليات والجامعات فتجد المدرسين والدارسين والباحثين والطلاب والطالبات كلهم ينهلون من مناهل العلم والعرفان حسب خيارهم أفليس كلها لأنهم أحرار.

سئلتني بأمر لا يكفي “نعم” أو “لا” في أجوبة.

ولذا بدأتُ رحلتي لبحث عن الأحرار متجهًا إلى السجن كما لا يختلف مِنا إثنان بأنه منتهي للحرية ومن دخل فيه فقَدَ حريته ومن خرج منه حصل على حريته. ولكن صدقني! ظِلام المقابر وجُدران السجن تختفي أسرار الحرية وتحكي حكايات الأحرار التي تتضمن حرية البشر كله وتفتح أبوابا مغلقة أمام جميع يتعرضون بحِرمان الحرية والحقوق.

هل تعلم! أغلب دول لديهن يوما لإحتفال الاستقلال ولكن الفلسطين لايزال يثعب جرح شعبها دمًا من معاناة الاحتلال والاستعمار الاستطاني والتطهير العرقي والفصل العنصري والتهجير الاجباري وقتل الأبرياء والاعتقالات الجماعية والهجمات المعادية والغارات المهلكة من زمن طويل. والعالم يتفرق في اقسام تالية…..

  1. مِنهم من لا يبالي لهم ما يحدث لغيرهم في فلسطين أو في أطرافهم. على الحد الأقصي يشاهدونها كمشاهدتهم الأفلام يتأثرون بها لثوان ويمحوها المشهد القادم من ذاكرتهم.
  2. مِنهم من يدعمون الاسرائيل بدليلهم بأن لها الحق في الدفاع عن النفس.
  3. مِنهم من يدعمون فلسطينيين ويعترفون بأن لهم الحق في الحرية والوطن ويجب أن يكون لديهم دولة مستقلة ذات دستور منفصل يتضمن حقوقهم ويحمي كرامتهم.

ولكن عندما اقامت على أراضي الفلسطين المحتلة دولة باسم اسرائيل وفي الوقت نفسه، تُركت الفلسطين بدون حدود وبدون سلطة مستقلة من بينهم فما بقي أمام شعبها خيارٌ إلا أما التهجير او السكوت على انتهاكات الحقوق والكرامة وأما المقاومة للحصول على حريتهم ولكن الأعلام الغربي والدول الغربية كانت تُروج الدعاوي في تقاريرها ورسائلها أن الاسرائيل تحيط بحُرفاءها من الدول العربية وهي دولة يهودية وحيدة بين الدول المسلمين فقد يلحقها خطر مفاجئ فعلينا دعمها وتأييدها لحماية حقوقها ووجودها. وكلما انكشفت انتهاكات الاسرائيل قانون دولي  في حق الفلسطينيين، أثارت ضجة هائلة بأن اليهود في الخطر. وكلما غادرت على غزة أو غيرها بانفجارات هالكة أعلنت بأنها تستهدف الارهابيين وهي ليست ضد المدنيين.

وهل تعلم!

هذا ما كان يحدث في أراضي الفلسطين المحتلة ليلا ونهارًا حتي جاء “طوفان الأقصي” تأسف العالم على قتل الأبرياء واسرعت الدول الغربية بتوفير مساعداتهم العسكرية والأسلحة القتالية والقذائف المدفعية والصواريخ و بطارية القبة الحديدية وغيرها. واخبر حكامها أمام الاعلام أن مساعداتهم تستهدف قيام الأمن الإقليمي.

ولكن سرعان ما ظهرت في غزة العزة نتائج مساعداتهم في شكل تدمير الغزة وتحولت المنازل مع سكانها في مقابر جماعية بل قُل في “مقابر عائلية” كانوا يعيشون فيها مع أفراد الأسرة من الأطفال والنساء فجأة رفعت الأصوات المرعبة في السماء ويشعر جميعهم اهتزازات قوية في الأرض من طائرات عسكرية تقذف الصواريخ والقنابل فقبل أن يفتهم أحد منهم ماذا يفعل وأين يهرب قُذف عليهم الصواريخ وكأنما ابتسم صاحب الطائرة على استهدافه وغادر حتي يرجع مع القذائف الجديدة. فهُدمت الغزة العزة مع سكانها واستهدفت المنازل والمستشفيات والمدارس وأماكن الأمن تدير عليها الأمم المتحدة. فما من أحد في العالم يمنعهم من هذا الدمار الهالك والإبادة الجماعية وقتل الأبرياء بل يشاركهم في هذه الجرائم كلها. وتبينت الحقيقة بأن الاسرائيل ماكانت محيطة بحُرفاءها أبدًا بل كانت تتمتع بجيرانها الحُلفاء الذين يحمونها ويهتمون بمصالحها.

فهل تعلم!

هذا ليس بجديد بل شهدت أراضي الفلسطين أسوء ما تتخيل من الإبادة الجماعية والقتل الاجتماعي والتهجير الاجباري والاعتقالات واسعة النطاق ولكن هذه مرة الأولي نشاهد إبادة جماعية بعيوننا فتبينت حقائق الدعاوي المكذوبة في حق الاسرائيل أمام أحرار العالم  فتحركت قلوبهم وخرجوا من منازلهم وحتى من صفوف جامعاتهم فلا يشغل لهم الأسواق  والمولات والمطاعم والأفلام والسياح وغيرها مما ذكرتَ من مشاغل الاحرار في بداية حديثنا لأنك  تبقي حرًا ما دام تحب حرية الآخر فكيف تحتفل يوم الاستقلال وقلبك راضٍ عن احتلال بلادٍ آخر بل هذا هو حالك فتعلم! أنك لست من الأحرار! عفوا لست حرًا إذا لا تعرف وقفات لأجل حرية الآخر أما شهدت صور الاعتقالات العنيفة شائعة منذ بدء الموجة الأخيرة من الاحتجاجات والمخيمات في الجامعات، وحتى الآن تم تسجيل أكثر من ألف حالة اعتقال في 25 جامعة أميركية، وفقا لشبكة “سي إن إن. وقالت حركة مقاطعة إسرائيل “بي دي إس” (BDS) إن أعدادا “غير مسبوقة” من أقسام الجامعات والأكاديميين حول العالم تبنوا الدعوة لإنهاء الفصل العنصري الإسرائيلي خلال مايو/أيار الجاري. ويذكر أن دعوات مقاطعة إسرائيل لقيت ترحيبا واسعا لدى أوساط أكاديمية في الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا. لأن قلوبهم حرة وهم حقًا من الاحرار يعرفون الوقفات بل النضال لأجل حرية الآخر.

 ولايخافون من الاعتقال والسجن، من أين يجلبون هذا العزم النبيل والحزم القوي؟ يجلبون من قلوبهم الحرة التي تدرك ان الحرية أغلي أماني للبشر ولا يعرف العبد اوالمملوك وقوفا ونضالا لحرية الآخر هذا شأن الأحرار فقط! فتجدهم في ساحات النضال واقفين لأجل حرية الآخر.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى