أجرينا حوارا مع السيد عمر بيك من قازاقستان الذي أمضى مدة في إحدى معتقلات التلقين المغلقة التي أنشأت الحكومة الصينية المئات منها وحبس أكثر من 120 ألف مسلم في كاشغر لوحدها من غير محاكمة قانونية بتهم وهمية..
قال السيد عمر بيك إن مجموعة من الشرطة وعملاء أمن الدولة الصينية اعتقلته من دون سبب في بيت والديه الكائن في محافظة بتشان .. على الرغم من كونه يحمل جنسية قازاقستان حبسته الحكومة الصينية بطرق غير قانونية وبلا محاكمة التهمة الجاهزة: “الحريض على الإرهاب وتشكيل وحماية الإرهابيين”.
قامت السلطات بحسبه في بتشان ثم نقلته إلى سجن في مدينة قاراماي وبعدها إلى معتقل التلقين فيها. أمضى عمر بيك في هذه الأماكن تحت الاستجواب والتعذيب والإذلال الجسدي والنفسي .. لم يسكت أسرته وتدخل الدبلوماسيون القازاق في الصين فأفرجت عنه السلطات الصينية بشرط عدم إقامة دعوى على الصين بعد أن أمضى ثمانية أشهر ورجع إلى قازاقستان.
عمر بيك له ثلاثة أولاد. الظروف القاسية التي عاشها أثر في صحته الجسدية ففقد من وزنه 40 كيلوجراما ويعاني من مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم، وضعف الكلى والتهاب المفاصل..حتى بعد أن خرج من الصين واجتمع بأهله في بلده مازال يعاني نفسيا هو وأسرته من آثار الاعتقال.
ولد عمر بيك 30 إبريل من سنة 1976 في محافظة بيتشان من أم أويغوري وأبوه من القازاق. أتم دراسته في المدارس الأويغورية في المحافظة ثم عمل في قاراماي… بعد أن استقل قازاقستان من الاتحاد السوفياتي انتقل إليها سنة 2006 واكتسب الجنسية القازاقية سنة 2008 عملا بوصية جده له..
عمل في قازاقستان في التجارة ثم عمل مرشدا سياحيا بفضل تمكنه من اللغة الصينية والأويغورية والقازاقية والروسية .. زار بلده الأصلي مرات كثيرة في رحلات الزيارة والعمل … أما في سفره الأخير في شهر مارس 2017م كان في رحلة عمل تصادف فترة تعيين تشين تشوان جو رئيسا للحزب الشيوعي لشينجيانغ (تركستان الشرقية) وبدء تطبيق إجراءات مشددة بذريعة تعزيز الأمن.. ثم قامت الحكومة بإنشاء الكثير من معتقلات التلقين المغلقة كان أول ضحايا الراجعون من السفر إلى خارج الصين.
بعد أن اعتقل في بيتشان وضع على رأسه كيس أسود مكبل اليدين نقل إلى المستشفي لإجراء فحص طبي وتحليل الدم وأخذ البصمات .. ولأن هذه الفحوصات تمت وعلى رأسه كيس أسود إعتقد أنهم سيأخذون منه أعضائه الداخلية وهو حي.. ثم وضع في سجن أمضى ما يقرب شهرا كاملا مكبل اليدين والرجلين منحنيا لا يستطيع الوقوف ..
ثم نقل عمر بيك إلى معتقل تلقين مغلق علق في مدخله لافتة تقول “مركز الإعداد التقني” شاهد هناك الكثير من الأويغور وأشخاصا من القازاق الذين حصلو على الجنسية القازاقية قد صودرت جوازات سفرهم …
كشف عمر بيك عن بعض ما شاهده داخل المعتقل :
1- توجد على الأقل ثلاث معتقلات أخرى في مناطق مختلفة بمدينة قاراماي غير المعتقل الذي حبس فيه عمر بيك.
2- يتم إجراء فحص طبي على كافة المعتلقين قبل وضعهم في المعتقل.
3- يوجد في المعتقل الذي حبس فيه عمر بيك على الأقل ألف شخص 80% منهم من الأويغور والبقية من القازاق ولا توجد عرقيات أخرى مثل الصينيين.
4- يوجد في المعتقل أشخاص نقلوا بعد انتهاء مدة حبسهم في السجن. فضلا عن أشخاص عاديين من قاراماي فوق سن 16 يشمل المعلمين، الطلاب، التجار، المحامين والأطباء وأشخاص مرضى ومسئولون حكوميون اتهموا بال”نفاق”
5- ينام في الغرفة الواحدة أكثر من 20 شخصا يجب استخدام اللغة الصينية باستثناء أوقات الدرس .
6- يسمح للمعتلقين بالاستحمام مرة واحدة في الأسبوع، وفي حالات المرض يتحمل المعتقل نفقات التداوي بنفسه.
7- يدار المعتقل مثل القاعدة العسكرية وبالقوانين العسكرية .. فترة النوم الإجباري من الساعة 12 مساءا حتى 6 صباحا. يشارك المعتقل في وقفة رفع العلم الصيني الساعة 7 صباحا ثم يغني النشيد الوطني الصيني. بعد الساعة 9 يشارك في دروس التلقين السياسية والوطنية ، يغني نشائد الشيوعية .. يدخل مرة واحدة في الاختبار أسبوعيا.
8- يتم تزويد المعتقل بالأكل ثلاث مرات يوميا بشرط أداء أغنية شيوعية وإلقاء مدائح وتمجيد للحزب الشيوعي والحكومة الصينية وشي جين بينغ بصوت عال. الفطور والغداء عبارة عن شوربة رز فقط من غير لحم. والعشاء خبز محلي.
9- يتم تزويد المعتقل بالملابس باستثناء الملابس الداخلية. أما الأشياء الأخرى يشتريها المعتقل من المحلات بداخل المعتقل على نفقته
10- حتى الآن لا يوجد من تم إطلاق سراحه من المعتقل المذكور . أخبر شرطي عمر بيك قبل خروجه بأن أقل فترة في المعتقل يجب أن يكون سنة كاملة.
يعتبر عمر بيك المعتقل الوحيد الذي يحمل الجنسية القازاقية في المعتقل. عندما رفض الانصياع لقواعد المعتقل وأوامر المسؤولين وقال إنه لا يعرف اللغة الصينية تم وضعه في سجن انفرادي داخل المعتقل .
https://www.rfa.org/uyghur/xewerler/kishilik-hoquq/yepiq-terbiyelesh-01232018150359.html
https://www.rfa.org/uyghur/xewerler/kishilik-hoquq/yepiq-terbiyelesh-01242018143443.html
(المصدر: تركستان تايمز)