مقالاتمقالات المنتدى

هذا اليوم هو ذكری تحرير أولی القبلتين

هذا اليوم هو ذكری تحرير أولی القبلتين

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

قال اللّه تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} وقال رسول اللّه ﷺ: {وَلا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الحَرَامِ وَمَسْجِدِي وَمَسْجِدِ الأَقْصَى} في مثل هذا اليوم أيّها المؤمنون نجح القائد البطل المجاهد صلاح الدّين الأيوبيّ (رضوان اللّه عليه) في تحرير أولی القبلتين من دنس الفرنجة الصّليبيّين عام 583 هـ الموافق 1187م وأمر (رحمه اللّه) بترميم المحراب العمريّ القديم وبحمل المنبر الذي كان الملك نور الدّين محمود بن زنكي (رحمه اللّه) قد صنعه قبل عشرين عامًا ليوضع في المسجد الأقصى المبارك عند تحريره من المحتلّين الغاصبين! وقد تشرّف صلاح الدّين بنصبه في المسجد الأقصى المبارك وأمر بإزالة ما فيه من آثار شركيّة صليبيّة منها: الصّليب الكبير الذي رفعه الإفرنج على قبّة المسجد القبليّ! وبعد ذلك أمر بغسل قبّة الصّخرة بعدّة أحمال من ماء الورد.. وقد ابتهج المسلمون ابتهاجًا عظيمًا بعودة مدينة القدس عاصمة بلادنا الأبديّة إلى ربوع الدّيار الإسلاميّة! ونظم الشّاعر المشهور: أبو محمد عبد الرّحمن بن بدر بن الحسن بن مفرج النّابلسيّ قصيدة من مائة بيت يمدح فيها السّلطان صلاح الدّين الأيوبيّ ويُهنّئه بالفتح والنّصر المبين! وممّا جاء في هذه القصيدة الرّائعة: (هذا الذي كانت الآمالُ تنتظرُ : فَليوفِ للّه أقوامٌ بما نَذَروا ! هذا الفتوحُ الذي جاءَ الزّمانُ بهِ : إليك من هَفوات الدّهر يعتذرُ ! تَجُلّ علياه عن مَدح يُحيط بهِ : وصفٌ وإن نظم المُدّاح أو نثروا ! لقد فتحتَ عَصيًّا من ثُغورهمُ : لولاك ما هُدَّ من أركانها حَجَرُ)! والمسلمون المرابطون الصّابرون المصابرون المحتسبون ينتظرون اليوم من يعيد لهم فرحة الفتح المبين ليفرحوا كما فرح السّابقون ممّن شارك في معركة حطّين وصلّی الجمعة مع الغازي صلاح الدّين في أولی القبلتين! ((تری هل يرجع الماضي فإنّي : أذوب لذلك الماضي حنينا))؟!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى