إعداد سيدي عبد المالك
طرح رفض السلطات السنغالية قبل أيام الترخيص لملتقي ماسوني على أراضيها من جديد جدل تأثير شبكات الماسونية و نفوضها بالقرار السياسي بإفريقيا للواجهة. و تأتي هذه الخطوة في ظل تنامي الحديث في السنوات الأخيرة عن تعاظم نفوذ الماسونية بدول بغرب إفريقيا منها السنغال.
قرار السلطات السنغالية لمنع النشاط الذي كان من المنتظر أن يحضره حوالي 600 شخص من أتباع المحفل الماسوني جاء بضغط من تجمع لحوالي 60 جمعية إسلامية طالبت السلطات بإلغاء النشاط، و هي المرة الثانية التي يتم فيها معارضة تنظيم نشاط علني للماسونيين بالسنغال بعد سنة 1994، حين اعترضت السلطات السنغالية على تنظيم نشاط بضغط من رموز الصوفية يتقدمهم شيخ الطريقة التيجانية ساعتها عبد العزيز دباخ.
و قد حذرت الجمعيات الإسلامية في بيان أصدرته الشعب السنغالي من خطر الماسونية و دعته للتصدي لمخططاتها المعادية لقيم الإسلام في بلد يصل تعداد مسلميه حوالي 96%.
و مع أن الماسونية لا تتبني حضورا علنيا في الحياة العامة و تتحري التعتيم على أنشطتها في منطقة غرب إفريقيا إلا أن تحقيقات صحفية في السنوات الأخيرة كشفت قيام التنظيم ببعض الملتقيات السرية في بعض العواصم الأفريقية كما تحدثت عن استمالته للعديد من رجال المال و الأعمال و قادة الرأي و صناع القرار بدول المنطقة.
السنغال نموذجا
تاريخ المنطقة مع الماسونية تاريخ قديم فالدراسات و البحوث التي تؤرخ لتواجد الماسونية بغرب إفريقيا تشير إلي أن أول حضور للماسونية يعود لنهاية القرن الثامن عشر ميلادي، و ظلت السنغال البلد الغرب إفريقي الأكثر استقطابا لأنشطة الحركة الماسونية بحكم موقعه الجغرافي و تأثيره السياسي و الثقافي بالمنطقة.
طُرح موضوع الماسونية للجدل و النقاش قبل أزيد من خمس سنوات حين كشفت صحيفة حين كشفت صحيفة فرنسية في تقرير لها أن الرئيس السنغالي ساعتها عبد الله واد التحق قبل عدة عقود بالمحافل الماسونية بفرنسا، و مع نفي واد الذي يُقدم بالسنغال على أنه أحد أتباع الطريقة المريدية(طريقة صوفية تنتشر في السنغال) للخبر، إلا أن الموضوع فتح جدلا كبيرا في الأوساط الإعلامية و الثقافية و الدينية بالبلد، و ذهبت بعض الصحف للقول أن جيوش الماسونيين باتت تغزوا مفاصل السلطة و القوي النوعية بالمجتمع السنغالي.
إلا أن البعض يرُد هاجس التصريح أو البوح بالانتماء للماسونية لدي النخب المقتنعة بها، للخوف من الاصطدام بمجتمع تبلغ نسبة الإسلام فيه حوالي 95% من المواطنين، و لديه حساسية كبيرة من الماسونية.
كما أن حادثة رفض أئمة البلاد و شيوخها لدفن الزعيم السياسي ابليز اديانغ(أول نائب اسود بالبرلمان الفرنسي) بمقابر المسلمين بسبب أنشطته الماسونية، أصبحت وسيلة ردع لماسونيي البلاد خوفا من التشهير و المضايقة و العزلة الاجتماعية.
رؤساء من أتباع المحفل
تنشر الصحف المهتمة بإفريقيا تقارير دورية عن نشاط المحافل الماسونية بالقارة السمراء، و تتفق هذه التقارير على أن ثمة رؤساء سابقين و حاليين ينتمون للمحافل الماسونية، و تؤكد هذه التقارير أن الرئيس الغابوني الراحل عمر بونغو كان زعيم الماسونيين بمنطقة وسط إفريقيا، في حين اظهر فيدو تم تداوله قبل سنوات نجله الرئيس الحالي عالي بونغو يقوم بطقوس ولاء ماسونية.
أما الرئيس الكونغولي الحالي ، دنيس ساسو انغيسو، فتشير ذات التقرير أنه بات اليوم يتزعم المحفل الماسوني بدول وسط القارة بعد رحيل صهره عمر بونغو، و تضيف نفس المصادر أن ساسو كان وراء استقطاب رئيس جمهورية وسط إفريقيا السابق فرانسوا بوزيزي للمحافل الماسونية.
و يتحدث الإعلام الفرنسي و الإفريقي عن وجود صلات قوية للرئيس تشادي ادريس دبي بالمحافل الماسونية، و تجزم تحقيقات صحفية بانتماء الرئيس الغيني آلفا كوندي للمحافل الماسونية الفرنسية.
(المصدر: إسلام أونلاين)