نعم للثّورة السّوريّة! ولا للعلمانيّة الفلسطينيّة!
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قال تعالی: ﴿فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ وقال ﷺ: {إنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظّالِمِ حتَّى إذا أخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ! ثُمَّ قَرَأَ ﷺ ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾
إنّ فلسطين معشر المؤمنين بلد عربيّ مسلم فتحها الإسلام ثمّ حرّرها الإسلام ولن تعود إلا بالإسلام وعلى فرض أنّها تحرّرت بغير الإسلام فلا فرق حينئذ بين طاغوت عربيّ وأجنبيّ! وقد اعتادت وسائل إعلام محلّيّة علمانيّة في الضّفّة الغربيّة تمجيد البعثيّة والاشتراكيّة وذمّ المعارضة السّوريّة واتّهام الحركة الإسلاميّة بالظّلاميّة والتّكفيريّة والرّجعيّة؟!
ومع أنّ الصّحافة المحلّيّة تسارع في العادة بنقل الأخبار السّياسيّة والاقتصاديّة والرّياضيّة إلا انّها لم تنقل لنا أوّلًا بأوّل: (انتصار الثّورة السّوريّة)؟! والغريب في الأمر أنّ اليسار في هذه الدّيار يتلقّی الدّعم لتطبيق السّيداويّة -التي تتعارض مع الفطرة والشّريعة الإسلاميّة- من الحكومة السّويديّة الرّأسماليّة التي سمحت بحرّيّة تمزيق الآيات القرآنيّة بحماية شرطتها المحلّيّة؟!
هذا وقد نشر أمس يساريّ ذمّيّ من أهل الكتاب في وكالة أنباء محلّيّة مقالًا طعن فيه (بالثّورة السّوريّة) واصفًا إيّاها بأنّها إسلاميّة! وسبق لهذا الكاتب أن تهجّم علی كلّ من يعترض علی السّيداويّة؟! وكأنّ الانتماء للإسلام تهمة تعاقب عليها القوانين؟! والحقّ يقال: ليس من النّقل أو العقل أو العدل أن تسمح وكالة أنباء فلسطينيّة بالطّعن في أيّة ثورة أو حركة إسلاميّة؟! مع التّذكير بأنّ أكبر شخصيّة نصرانيّة صرّح بأنّ نسبتهم بفلسطين اليوم لا تزيد عن واحد في المائة؟! وإنّنا علی يقين بأنّ هذا الكاتب لا يمثّل إلا نفسه! وما زلت أذكر أنّ صديقي الكريم راعي الكنيسة في نابلس قد نشر تهنئة لي في جريدة: (القدس) قبل عشرين عامًا بمناسبة حصولي علی عضويّة (مجمع اللّغة العربيّة) في فلسطين!
فشتّان بين رجل دين محترم وبين علمانيّ سياسيّ قزم؟!