مقالاتمقالات المنتدى

نصرة غزة فرض لا نفل، وإيمان يقابله نفاق وكفر 

نصرة غزة فرض لا نفل، وإيمان يقابله نفاق وكفر

بقلم د. وائل بن أحمد الهمص( خاص بالمنتدى)

ليس المطلوب منا أن نفكر في صورة النصر، ولا أن نفكر في كيفية وقوعه، وإنما المطلوب منا أن نعمل جاهدين لتحقيق أسباب النصر والفرج والتمكين…

فالعمل علينا والثمرة على الله يؤتيها من يشاء في الوقت الذي يشاء على الصورة التي يشاء…

فانشغلوا بالعمل….

وحذار من التعامي عن نصرة إخوانكم والتخلف عن ذلك تحت ذرائع واهية… فإلى كل من يتابع أخبار إخوانه حذار حذار من أن تتخلف عن نصرة إخوانك أو أن تركن إلى الدنيا، فإن من علامات النفاق التخلف عن نصرة قضايا المسلمين من بدايتها، ولذا فإننا لا نعول كثيرا على كل من لم تحركه الأخوة الإسلامية من أول الأمر لأن ينصر إخوانه الآن..!!! ولله حكمة أن جعل الأحداث كاشفات عن حقيقة الإيمان من النفاق في نفوس الناس، قال الله تعالى: {إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين}…

وفي ذات الوقت نصيحة لكل مؤمن أن يبادر لنصرة إخوانه؛ لأن المرء إذا ترك نصرة إخوانه مع القدرة، قد يُحرَم من ذلك مستقبلًا….

وأقسم قسما لا أحنث فيه أنه ما قاد الأمةَ (قادتها، علماءها، أفرادها، رجالها ونساءها) شيءٌ مثل الوهم…

هذا الوهم الذي حال في الوقت الحاضر بين أمتنا وبين نهوضها.. وَهْـم لا حقيقة له، وَهْـم في أسباب النصر، ووَهْـم في قوة الأعداء، ووَهْـم في دوافع التقاعس، ووَهَْم في الحياة الدنيا ذاتها، والقائمة تطول….

تأتي أحداث غزة علينا لتوقظنا من غفلتنا وتطرد الوَهْـم من عقولنا… فما هذه الأحداث إلاّ إشعارُ هذه الأمّة بأنّ فيها قوّةَ تغيير الأيّام، لا إشعارها بأنّ الأيام تتغيّر…!!

فيا أمة الإسلام انفضوا عنكم غبار الوهن، فما معنى الحياة في سبيل الله إلا حين تضحون، وحين تبذلون، وحين تسترخصون العطاء في سبيل الله، وما سوى ذلك فهو وَهْـم عشعش في العقول علينا أن نبدده بالحق ولو كان مرا، وبالحقيقة ولو كانت قاسية..

ولا حقيقة أوضح وأسطع من حقيقة هذا الدين وسنة الله في الأولين و الآخرين.. ولا وَهْـم أشنع وأقبح من التعلق بهذه الدنيا وزخرفها، ولا أضعف ممن تأخر عن مواطن العز والشرف، ولا أذل ممن رضي بالدون والهوان… حتى أصابه الوهن فركن إلى الدنيا وكره الموت في سبيل الله…

إن أعظم المعاني المستفادة من أحداث غزة هو التضحية بكل غال ونفيس على قلبك في سبيل الله ابتغاء ما عند الله، والتخلص من كل ما يكون حائلا بينك وبين ذلك…

إن معي ربي سيهدين… هذه حقيقة ما أحوجنا لندفع بها خوفنا من كل ظالم مجرم ومن كل وَهْـم كاذب، لنعقد صفقة رابحة لا خاسر فيها إلا من أعرض عنها، إنها التجارة مع الله ببذل الأموال والأنفس رخيصة في سبيل الله…

وإن الأسى كل الأسى فيمن بذل ذلك رغما عنه بعد أن فاته وقت الاختيار، فمن لم يُقبل على الله بملاطفات الإحسان وبذل ماله ونفسه طوعا في سبيل الله، قِيد إليه بسلاسل الامتحان وبذل ماله ونفسه كرها ورغما عنه؛ ليعلم الإنسان أنه لا قاهر إلا الله… لا أمريكا ولا إسرائيل ولا أنظمة خائنة ولا كل ظالم مجرم، فالأمر أمر الله، والحكم حكم الله، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون،، فطوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن كان في صف الله وكان من جند الله وأنصاره…..

من أرض العزة وذات الشوكة أرض غزة.

أقرأ أيضا:العلامة البلجيكي يحيى ميشو 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى