نشأة القوميَّة العربيَّة ودورها في إسقاط الخلافة الإسلاميَّة 2من 7
إعداد د. محمد عبد المحسن مصطفى عبد الرحمن
ماهيَّة القوميَّة
يبدأ محمَّد جلال كشك حديثه عن القوميَّة بإيضاح حقيقة أنَّ البشر ينقسمون إلى أمم وجماعات متفرِّقة، تتمايز وفق اللغة والدِّين والخلفيَّة الثَّقافيَّة، وقد أقرَّ القرآن الكريم بهذه الفروق بين الأمم وأبان الهدف منها وهو التآلف البشري بين أبناء سائر الأجناس، كما حدَّد مقياس التفضيل هؤلاء، وهو التَّقوى، كما يبيِّن قوله تعالى “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” (سورة الحجرات: الآية 13). يوضح المفكِّر الإسلامي أنَّ مفهوم القوميّة لم يُعرف بمدلوله الحالي إلَّا في زمن الاستعمار الغربي لديار الإسلام؛ فقبل تلك المرحلة، كان مفهوم القوميَّة يشير إلى “أمَّة واحدة، يضمُّ غالبيَّتها العظمى دينٌ واحدٌ، وتنطق بلسان واحد ويربطها تاريخ مشترك، وواقع مشترك، وتواجه عدوًّا مشتركًا، وترنو إلى مستقبل واحد”، وليس إلى تنحية الدِّين واستبداله بالقوميَّات، كما يشير مفهوم القوميَّة المستورد من أوروبا (صـ38). تأثَّر تشكيل مفهوم القوميَّة الحديث بالماركسيَّة في تحديدها لهويَّة القوميَّة المقتصرة على “اللغة والحياة الاقتصاديَّة” بلا دين، ممَّا أوهم القوميين المعاصرين بأنَّ من شروط القوميَّة “استبعاد الإسلام من مكوِّنات الوجود العربي” (صـ44).
التَّعريف الماركسي للقوميَّة
في منظور الماركسيَّة، تعتبر الأمَّة جماعة من البشر يجمع بينها الأصل التَّاريخي، واللغة، والأرض المشتركة، ووحدة الحياة الاقتصاديَّة؛ وينقل كشك عن جوزيف ستالين، ثاني قائد للاتحاد السُّوفييتي والأمين العام للحزب الشُّيوعي السُّوفييتي (أبريل 1922-أكتوبر 1953م)، تشديده على أهميَّة “التَّماسك الاقتصادي” في تكوين القوميَّات (صـ46). ويستنتج كشك أنَّ هذه الشُّروط لا تنطبق على القوميَّة العربيَّة (صـ47):
فالقوميَّة العربيَّة ظهرت في لحظة تمزُّق الوَحدة الاقتصاديَّة في لحظة تمزُّق…وهذه القوميَّة لم تكن موجودة يوم كانت وَحدة الأرض ووَحدة الحياة الاقتصاديَّة ووَحدة الثَّقافة ووَحدة التَّكوين النَّفسي…قائمة! ثمَّ جاءت القوميَّة يوم فقدنا كلَّ هذا!
دور الدِّين في تكوين الهويَّة القوميَّة
يتطرَّق كشك إلى مسألة دور الدِّين في تشكيل الهويَّة القوميَّة، رافضًا ما تطرحه الماركسيَّة عن ضرورة عزله عن مكوِّنات القوميَّة كي يتَّزن تكوينها، مشيرًا إلى أنَّ الدِّين يرتبط بالقوميَّة “برباط عضوي يفضي إلى الفناء الكامل إذا حاولنا عزله”؛ حيث يرتبط بسائر المقوِّمات الأخرى للهويَّة القوميَّة، مثل اللغة، والخلفيَّة التَّاريخيَّة المشتركة، والتَّكوين النَّفسي، والإرث الحضاري الواحد (صـ73). يدحض المفكِّر الإسلامي ما يُزعم عن تطبيق أوروبا العلمانيَّة بفصل الدِّين عن السِّياسة، متسائلًا عن مصدر جرأة من يزعم ذلك، في الوقت الذي كان للكنيسة القوميَّة دورٌ كبيرٌ في “تكوين الأمم الحديثة التي نراها اليوم”؛ فالدّين هو الذي حرَّك الحملات الصَّليبيَّة، وهو الذب بعث القوميَّات الحديثة في أوروبا؛ وباسم المسيحيَّة، “كان استقلال القوميَّات الأوروبيَّة العثمانيَّة”، مثل دول جورجيا وأرمينيا وبلغاريا، التي أصرَّت على الانفصال عن دولة الخلافة الإسلاميَّة لأسباب دينيَّة (صـ73). وقد ذكر إلياس مرقص في كتابه نقد الفكر القومي (1966م) “كان الدِّين هو الأيديولوجيا الوحيدة للشُّعوب في عصر تكوُّن الأمم الأوروبيَّة”، ويعقِّب كشك على ذلك بقوله إنَّ الدِّين هو المحفِّز الأساسي للغزو الأوروبي لقارَّتي أمريكا الشَّماليَّة والجنوبيَّة ولآسيا وإفريقيا، وهو كذلك المحرّك الأساسي للصّراع بين شعوب تلك القارَّات (صـ74).
تأثير سقوط الخلافة الإسلاميَّة على تبديد القوميَّة الإسلاميَّة
يرى كشك أنَّ في المطالبة بتطبيق العلمانيَّة في أعقاب سقوط الخلافة الإسلاميَّة في مارس من عام 1924م، إتمام لانتصار للغرب المسيحي على العالم الإسلامي من خلال “الانتقام للهزيمة التي لحقت بالمسيحيَّة على ضفاف البسفور”، ولعلَّ في تعطيل الصَّلاة في مسجد آيا صوفيا، الذي كان في الأصل كنيسة حوَّلت إلى مسجد بعد الفتح الإسلامي العثماني للقسطنطينيَّة عام 1453م، ما شفى صدور الغرب المسيحي (صـ76). نجحت قوَّات الجنرال إدموند ألنبي في دكِّ حصون القُدس في 9 ديسمبر من عام 1917م، خلال الثَّورة العربيَّة التي شاركت فيها قوَّات من المسلمين في مواجهة قوَّات الدَّولة العثمانيَّة، لتسقط القدس في يد ألنبي الذي دخلها سيرًا على الأقدام تعظيمًا لشأنها، وقال جملته الشَّهيرة “اليوم انتهت الحروب الصَّليبيَّة”.
الرَّئيس بوتين أمام قبر السُّلطان صلاح الدِّين-يناير 2020م
وتبعه الجنرال هنري غورو، وهو قائد عسكري فرنسي قاد الجيش الفرنسي نهاية الحرب العالميَّة الأولى وصار لاحقًا المندوب السَّامي الفرنسي على لبنان وسوريا بعد تقسيم الشَّام عام 1920م، بعد سقوط دمشق بمساعدة القوَّات المسلمة التَّابعة لتوماس إدوارد لورانس، ليتوجَّه إلى قبر السُّلطان صلاح الدِّين الأيُّوبي، الذي فتَح بيت المقدس عام 1187م، ويركله بقدمه ويقول “استيقظ يا صلاح الدِّين. لقد عدنا. وجودي هنا يكرّس انتصار الصَّليب على الهلال”. وتجدر الإشارة في هذا السِّياق إلى زيارة فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتِّحاديَّة، قبر صلاح الدِّين، خلال زيارته المفاجئة لسوريا في 7 يناير من عام 2020م، تزامنًا مع احتفال الكنيسة الأرثوذكسيَّة بعيد الميلاد المجيد. وقد تساءل كثيرون عن سرِّ ذلك التَّصرُّف في هذا التَّوقيت، رابطين بينه وبين ما فعله غورو بعد سقوط دمشق في 1 أكتوبر من عام 1918م.
وبالعودة إلى ما سبقت إثارته عن حرْص الغرب المسيحي على طمس الهويَّة الإسلاميَّة من إسطنبول، أو إسلامبول (Islambol)، أي الغنيَّة بالمسلمين، كما صار اسم القسطنطينيَّة بعد فتحها، فقد وقَّع مائة من أعضاء البرلمان البريطاني على مذكِّرة قدَّمها أعضاء الأعضاء تطالب بإخراج المسلمين من المدينة التَّاريخيَّة وأوَّل عاصمة أوروبيَّة للمسيحيَّة، هذا بالإضافة إلى إرسال 12 أسقفًا من أساقفة إسطنبول، الحاضنة الأولى للمذهب الأرثوذكسي، التماسًا إلى كبير أساقفة كانتربرى، أعرق كاتدرائيَّات بريطانيا التي تعتنق المذهب الأنغليكاني البروتستانتي، للتدخُّل لإقناع حكومة بلاده لإجلاء المسلمين عن إسطنبول. وقد كتَبَ الشَّاعر المصري حافظ إبراهيم أبياتًا “يتفطَّر لها قلب المسلم” للتَّعبير عن قسوة ما حلَّ بعاصمة الخلافة (صـ77):
أَيا صوفِيا حانَ التَفَرُّقُ فَاِذكُري | عُهودَ كِرامٍ فيكِ صَلّوا وَسَلَّموا |
إِذا عُدتِ يَوماً لِلصَليبِ وَأَهلِهِ | وَحَلّى نَواحيكِ المَسيحُ وَمَريَمُ |
وَدُقَّت نَواقيسٌ وَقامَ مُزَمِّرٌ | مِنَ الرومِ في مِحرابِهِ يَتَرَنَّمُ |
فَلا تُنكِري عَهدَ المَآذِنِ إِنَّهُ | عَلى اللَهِ مِن عَهدِ النَواقيسِ أَكرَمُ |
ويتحسَّر كشك على ما آلت إليه أحوال تركيا بعد سقوط دولة الخلافة، حيث كان ثمن الحفاظ على سلامة أراضيها “التَّخلِّي عن دينها وتاريخها”، متسائلًا “هل حقَّقت تركيا اللاإسلاميَّة أيَّ تقدُّم؟ …لقد كانت تركيا ((رجل أوروبا المريض))، والآن هل بقي الرَّجل؟” (صـ77). بعد أن كانت الأقليَّات المسيحيَّة في بلغاريا تعيش في كنف دولة الخلافة، صارت دولة بلغاريا المسيحيَّة المستقلَّة تهدِّد دولة تركيا العلمانيَّة، التي استبدل دُعاة التَّحرُّر والدِّيموقراطيَّة فيها الهويَّة القوميَّة الإسلاميَّة فيها بالقوميَّة الطُّورانيَّة، زاعمين أنَّها ستوحِّد الجنس التُّركي من المجر إلى الصِّين. غير أنَّ ما آلت إليه الأحوال يثبت نقيض ذلك، خاصَّة مع تطبيق العلمانيَّة بفصل الدِّين عن شؤون الحُكم، الذي يقول عنه كشك (صـ79):
فصْل الدّين عن الدَّولة هو شرك تجرُّنا إليه الصَّليبيَّة الأوروبيَّة لشنّ حرب ضدَّ الإسلام في ميدان هو فيه معجزة خالدة…لأنَّد دين بلا كهنوت ولا كنيسة تتدخَّل بين المسلم وربّه. ولأنَّه الدّين الَّذي كفل حريَّة العقيدة وحرَّم على معتنقيه الإكراه في الدّين.
التقدُّميَّة: أهم مبرِّرات طمس الهويَّة الإسلاميَّة لاستبدالها بالعروبيَّة
ربَّما سبقت تناوُل هذه المسألة في أكثر من دراسة سابقة، ولكن تسليط المفكِّر الإسلامي الضَّوء عليها يغري بالإشارة إلى رأيه فيها. يعتقد كشك أنَّ الإسلام قاوَم كافَّة التَّيَّارات الرَّجعيَّة، وقوَّض الحضارات الوثنيَّة القائمة التي سيطرت على بلاد العرب في زمن ظهوره؛ فهو لم يقم على مبدأ يسوع النَّاصري القائل “أَعْطُوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا للهِ للهِ” (إنجيل متَّى: إصحاح 22، آية 21)، بل قام على مبدأ “كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ…”، كما أخبر الصَّحابي الجليل عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) عن النبيِّ (ﷺ)، الذي قال كذلك ” أَفْضَلَ الْجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ”، كما قال “اليدُ العليا خيرٌ من اليدِ السُّفلى”. تراجَع موقف العالم الإسلامي وبدأ تراجعه يتجلَّى منذ بداية القرن التَّاسع عشر الميلادي، مع تسلُّل الفكر الحداثي إلى أراضيه، وسعي أبنائه إلى مسايرة الغرب في تقدُّمهم المادِّي، وحينها بدأ الاستعمار الأوروبي يصوِّب سهامه تجاه ديار المسلمين، زاعمًا أنَّ نيَّته هي نشْر التَّقدُّم. ولمَّا كان من أركان التَّقدُّميَّة تنحية الدِّين وإبراز القوميَّة المستندة إلى اللغة المشتركة والتَّاريخ الواحد والتشارك في الوجود الجغرافي، ادَّعى روَّاد العروبة غير الإسلاميَّة أنَّ ضمَّ الأقليَّات غير المسلمة إلى الكيان العربي أولى بالاهتمام من الاعتبارات الدِّينيَّة؛ ولذلك جاء التَّركيز على انتماء لبنان المسيحيَّة إلى العالم العربي. ينقل كشك عن ميشيل عفلق، مؤسس حزب البعث الاشتراكي، قوله لطلبة المغرب العربي عام 1955م، في حقِّ الإسلام وهو يشير إلى أنَّ سبب امتناع اللبنانيين عن إبراز الهويَّة العروبيَّة هو خشيتهم من أنَّ العروبة، المقترنة في أذهانهم حينها بالإسلام، “لا تسمح بتكوين مجتمع يحفظ كرامة الإنسان، ويساير التَّطوُّر الحديث في العالم”، أي أنَّ الزَّعيم الاشتراكي المسيحي رأى في الإسلام الرَّجعيَّة وعدم مسايرة التطوُّر (صـ84). يكمل كشك تحليله لكلمة عفلق أمام شباب المغرب العربي، الذين لم يكن لدى أسلافهم دافع أقوى من الإسلام لمواجهة الاستعمار الفرنسي، حيث يقول عفلق إنَّ اللبنانيين “تذوَّقوا الحضارة الغربيَّة أكثر من أيِّ قُطر عربي آخر”، بسبب وجود قنوات اتصال كثيرة بالغرب، إلى جانب توافُد الإرساليَّات التَّبشيريَّة على أراضيهم؛ ممَّا يعني أنَّ التفاهم مع المستعمر الغربي، ولو جاء لنشر ديانته واستبدال الإسلام بها، سمة الشُّعوب المتقدِّمة، التي مبرَّر لها أن تُحجم عن الانضمام إلى الكيان العربي (صـ85).
يعتقد محمَّد جلال كشك أنَّ الشَّعب المصري لم يفصل الإسلام عن العروبة، حتَّى أنَّ ثورة يوليو 1952م، المفترَض أنَّها نقلت مصر إلى العروبة، كما رأى المفكِّر الفلسطيني المسيحي أنيس صايغ في كتابه تطوُّر المفهوم القومي عن العرب (1961م)، يراها كشك أنَّها نتاج هزيمة الجيوش العربيَّة في حرب فلسطين عام 1948م، وأنَّها تختلف عن ثورة لورانس عام 1916م، بمعاونة الشَّريف الحسين بن عليّ، والتي رفعت شعار القوميَّة العربيَّة في مواجهة الاحتلال التُّركي. يعلِّق كشك على ذلك بتأكيده على أنَّ الثَّورة العربيَّة الكبرى، أو “ثورة لورانس”، إنَّما عملت على تجاهُل الإسلام في دعوتها إلى تأسيس مجتمع عربي جديد ترضى عنه بريطانيا، التي أوفدت لورانس إلى ديار المسلمين ونظَّمت حملته، “كأنَّ مقياس الوضوح والقوميَّة هو مدى التَّجافي للإسلام، حتَّى ولو كان مصدره بريطانيا، عدوَّة العرب الأولى” (صـ91). ويتعجَّب كشك من عدم اعتبار المؤرِّخ العراقي عبد العزيز الدُّوري الثَّورة الوهَّابيَّة، في منتصف القرن الثَّامن عشر، في كتابه الجذور التاريخيَّة للقوميَّة العربيَّة (1960م)، ضمن الحركات القوميَّة الدَّاعية إلى النُّهوض بأحوال العرب؛ ولا مبرِّر سوى انتفاضها على البدع والمُحدثات التي دخلت على الإسلام، الخصم الأبرز للقوميَّة. لقد كانت الثَّورة الوهَّابيَّة، في رأي كشك، “أنقى حركة عربيَّة إلى نهاية القرن التَّاسع عشر”؛ حيث أنَّها “لم تتخبَّط تاريخيًّا إلى منتصف القرن العشرين”؛ ومع ذبك فهي مستبعدة من تأريخ الحركات القوميَّة، بينما يُمجَّد ذِك أخرى لم تكن سوى “عمليَّة ممتازة المخابرات البريطانيَّة” (صـ92-93).
موقف دُعاة العروبة من إسرائيل
يتعجَّب المفكِّر الإسلامي من اعتراف بعض دُعاة القوميَّة العربيَّة وأقطاب الفكر العروبي بالقوميَّة اليهوديَّة على أساس اشتراك أهل إسرائيل في الدِّين، وإن اختلفوا في اللغة والثَّقافة والخلفيَّة الحضاريَّة في مستوطناتهم على أرض فلسطين، التي توافدوا إليها من شتَّى بقاع الأرض. لم يجد دُعاة العروبة مانعًا عن اعتبار الدِّين المقوِّم الأساسي للقوميَّة اليهوديَّة، وهم الذين طالما أخرجوا الإسلام من عناصر القوميَّة العربيَّة. وهنا يتساءل كشك، إذا كان الدِّين وحده هو الذي أسَّس القوميَّة اليهوديَّة، “فلماذا الإصرار على تجريد القوميَّة العربيَّة…من الدِّين؟ لماذا يغدو الحديث عن الإسلام في القوميَّة العربيَّة حديثًا غير علمي…ويصبح الدِّين اليهودي مبرِّرًا وحيدًا لقيام قوميَّة إسرائيل” (صـ101).
(المصدر: رسالة بوست)