إعداد سامح أبو الحسن
– دار الرعاية الإسلامية كانت في بدايتها لرعاية الطلاب ثم تطورت بعد استقرارهم في بريطانيا
– أول مركز ببريطانيا أنشئ عام 1970م وكان العم عبدالله المطوع أول متبرع له
– دار الرعاية تشرف على 16 مركزاً إسلامياً
– يتم تقسيم صلاة العيد على 5 مراحل لاستيعاب المصلين وفي الجُمع يتم فتح الغرف والساحة الخارجية
– علاقاتنا مميزة مع الحكومة المحلية لأننا نقوم بتنفيذ مشروعات اجتماعية وثقافية مهمة
– أكثر من 4 ملايين مسلم ببريطانيا بحاجة لمراكز إسلامية واجتماعية خدماتية
– عدد المساجد في بريطانيا ارتفع إلى 2000 مسجد و200 مدرسة خاصة رسمية
– حسب إحصائية رسمية فإن 25 ألفاً يُشهرون إسلامهم سنوياً يثبت منهم 5 آلاف فقط على الإسلام!
كشف المدير العام لدار الرعاية الإسلامية بلندن توفيق قاسمي أن أول مركز أنشئ في بريطانيا كان بتبرع كويتي من المغفور له بإذن الله العم عبدالله المطوع يرحمه الله، مؤكداً إقامة دار الرعاية الإسلامية علاقات مميزة مع الحكومة المحلية والبلديات بصفة خاصة، حيث تقوم الدار بتنفيذ مشروعات اجتماعية وثقافية للبلدية؛ مثل محو الأمية وتعليم النساء والمهاجرين اللغة الإنجليزية وإدماجهم في المجتمع.
أشار قاسمي في حوار له مع «المجتمع» إلى أن أبرز التحديات التي توجههم التحدي المالي، بعد أن تجاوز عدد المسلمين هناك 4 ملايين، وهم بحاجة إلى مراكز إسلامية واجتماعية خدماتية.
أما التحدي الثاني -حسب قاسمي- فيتمثل في الإرهاب، خاصة بعد ما حدث العام الماضي من حادثة الدهس أمام أحد مراكز دار الرعاية، وما تبعه من تراجع عدد المسلمين الجدد عن دينهم.
بداية، نريد أن نتعرف على دار الرعاية الإسلامية، وكيف بدأت؟
– دار الرعاية الإسلامية هي مؤسسة خيرية مسجلة لدى الحكومة البريطانية، بدأ نشاطها في عام 1986م من خلال مجموعة من الطلبة المسلمين الذين أتوا من بعض الدول العربية، ولم يكن هناك حينئذ مراكز اجتماعية أو ثقافية أو إسلامية أو ديوانيات للطلبة، فقاموا بالتفكير في إنشاء مراكز يجتمع فيها الطلبة، ويقومون بالصلاة فيها وتقدم لهم خدمات دينية واجتماعية.
فالرعاية الإسلامية كانت في الأصل لرعاية الطلبة، لكن بعد ذلك استوطن هؤلاء الطلبة في بريطانيا فتغيرت أهداف المراكز الإسلامية إلى خدمة وتوطين الإسلام والمسلمين، ولدينا مع الرحمة العالمية بجمعية الإصلاح الاجتماعي بروتوكول تعاون، حيث قامت الرحمة العالمية بإنشاء العديد من المراكز الإسلامية ومركز المهتديات الجدد الذي يعد مركزاً لإيواء المهتديات الجدد اللاتي يدخلن الإسلام، بالإضافة إلى مسجد فاطمة، كما تقوم على تمويل أنشطة إنسانية وخيرية عبر مشروع “نور على نور”.
متى أنشئ أول مركز إسلامي في بريطانيا؟
– أنشأنا أول مركز عام 1970م، وأول متبرع له كان العم عبدالله المطوع (أبو بدر) يرحمه الله، وأود أن أوضح أن فكرة دار الرعاية مبنية على تقسيم المركز الإسلامي إلى ثلاثة أقسام؛ الأول: المسجد، والثاني: الرعاية والخدمات الاجتماعية، والثالث: التربية والتعليم، كما أن هناك مجموعة كبيرة من الأخوات يأتين إلى دار الرعاية ونقوم بتقديم دورات مختلفة لهن، كما أن لدينا في لندن 350 طالباً يتعلمون القرآن الكريم ومبادئ العقيدة الصحيحة، وهناك جانب اجتماعي.
ممَّ يتكون المبنى الرئيس لدار الرعاية؟
– يتكون من مسجد للرجال والنساء وقاعات مختلفة للتدريس والتدريب وإدارة لهذا المبنى الذي كان مستودعاً للملابس، وأصبح الآن يؤمه 15 ألف زائر أسبوعياً، ونضطر في صلاة الجمعة لفتح كل الغرف حتى الساحة نضطر للصلاة فيها رغم هطول المطر والثلج، وفي يوم العيد نقسم صلاة العيد إلى 4 أو 5 مجموعات يصلون على مراحل، لضيق المكان؛ لذلك قامت دار الرعاية بتصميم مخطط جديد لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المسلمين.
كم عدد المراكز التي تقوم دار الرعاية على الإشراف عليها؟
– دار الرعاية تشرف على 16 مركزاً إسلامياً، منها مركزان للمهتديات الجدد وضحايا العنف الاجتماعي أنشأتهما الرحمة العالمية؛ فنحن نعاني في بريطانيا من أن عدداً كبيراً من الناس يدخلون الإسلام لكن لا يثبتون على دينهم؛ لذلك كانت فكرة مراكز المهتديات الجدد.
حدّثنا عن علاقة دار الرعاية بالسلطات في بريطانيا.
– لدار الرعاية الإسلامية علاقات مميزة مع الحكومة المحلية والبلديات بصفة خاصة؛ حيث تقوم الدار بتنفيذ مشروعات اجتماعية وثقافية للبلدية؛ مثل محو الأمية وتعليم النساء والمهاجرين اللغة الإنجليزية، وإدماجهم في المجتمع، كما تقوم بمشروعات تخص الشباب لحمايتهم من الانحرافات، وبعض هذه المشروعات ممولة من البلدية، وتقوم بدورات توعوية وتثقيفية لعمال البلدية والشرطة في كيفية التعامل مع قضايا المسلمين، كما تقوم بالتنسيق مع البلدية بإقامة دورات لطلبة المدارس لتعريفهم بالإسلام، وتقوم أيضاً بتنظيم يوم مفتوح للجيران ولغير المسلمين لتعريفهم بأنشطة الدار الإسلامية والمسلمين تحت إشراف البلدية والشرطة، بالإضافة إلى احتضان ورش عمل للمصالح المختلفة للبلدية لتقريبهم من مشكلات الناس ولتسهيل حلها والترجمة، ومساعدة البلدية في تعبئة الاستمارات الخاصة بالخدمات العامة، كما قام الأمير «تشارلز» بزيارة دار الرعاية أكثر من مرة، وقامت رئيسة الحكومة البريطانية بزيارتها أيضاً.
ما أبرز التحديات التي تواجه عملكم في بريطانيا؟
– هناك العديد من التحديات التي تواجه عملنا في بريطانيا، أبرزها التحدي المالي، خاصة أن عدد المسلمين في بريطانيا تخطى عتبة الـ4 ملايين، وهم في حاجة إلى مراكز إسلامية لاستيعابهم، كما أنهم بحاجة إلى مراكز اجتماعية خدماتية وهي قليلة جداً، كما أننا بحاجة أيضاً إلى تفعيل بعض الخدمات الموجودة.
أما التحدي الثاني فيتمثل في الإرهاب، وما حدث العام الماضي من حادثة الدهس أمام أحد مراكز دار الرعاية، لذلك تجد أن هناك تراجعاً من بعض من أسلموا؛ حيث إن هناك إحصائية رسمية تؤكد أن هناك 25 ألفاً يُشهرون إسلامهم سنوياً؛ 5 آلاف فقط هم من يثبتون على دينهم.
ألا ترى أن هذا الرقم يثير القلق؟
– المسلمون في بريطانيا يتقنون فن التعريف بالإسلام جيداً، والإعلام المضاد الذي يهاجم الإسلام يخدمه؛ حيث يبدأ الناس بالبحث عن الإسلام؛ فكلما اشتد الهجوم الإعلامي ازداد دخول الناس الإسلام، فحينما نقوم بطباعة كتب للتعريف بالإسلام أو مصاحف يتم إنجازها سريعاً، لكن الإشكالية تكمن في تثبيت الناس على الإسلام، فنحتاج إلى مؤسسات متخصصة تقوم على هذا الأمر مثل مركز المهتديات الجدد، خاصة أن هناك في بريطانيا مركزين فقط –كما أشرنا- يستوعب المركز الواحد 26 امرأة فقط.
هل من قصص تحكي إسلام بعض المهتدين الجدد؟
– نعم هناك العديد من القصص، لكن بداية لا بد أن تعرف أنه حينما يتمكن الإسلام من قلب الشخص يتحول 180 درجة.. دعني أخبرك بقصتين:
الأولى: كان هناك دكتور اسمه محمد علي من جنوب بريطانيا، كان قساً قبل أن يسلم، وكان متزوجاً وله ولدان وتركته زوجته، وأصيب بحالة انهيار نفسي، ومرةً رأى في المنام رقم تليفون وصورة لمبنى معين، وهذه الرؤيا تكررت له عدة مرات، وحينما كان يقود السيارة رأى نفس المبني وهو صورة المركز الإسلامي مع تليفون فاتصل بهم، وقال لهم: رأيت هذا الرقم في الرؤيا، ورأيت المبنى أيضاً، فأريد أن أعرف من أنتم؟ فقالوا له: نحن مركز إسلامي، فرتب زيارة والتقى بمدير المركز وشرح له الإسلام وأصبح مسلماً وتحول من رئيس القساوسة إلى إمام المسجد.
والقصة الأخرى: كانت هناك مجموعة من النازية الجديدة تدعى “كومبات 18”، وكان زعيمهم لمدة 20 عاماً يدعى “ناجيل بروميج” متعصباً ضد الإسلام والسود، فكان أصحاب البشرة السمراء يريدون الانتقام منه، فما استطاعوا أن يصلوا إليه فضربوا زوجته، وعلى إثرها دخلت المستشفى، وتساءلت: لماذا أعيش هذه الحياة الصعبة؟ فخيرته بينها وبين قناعته الفكرية، فاختار قناعته الفكرية وطلّق زوجته.
بعدها بفترة بسيطة وكان كل أسبوع يقوم هو ومجموعته بمهمة ضد المسلمين أو السود، فذهبوا إلى رجل أسود كي يرموه من الشرفة، وإذا بولدين صغيرين يبكيان ويترجيانهم ليتركوا والدهما، فتأثر بمنظر الطفلين، ووقف أمام المجموعة وقال لهم: إذا أردتم رمي الرجل فابدؤوا بي، فخافوا منه وترددوا وتركوا الرجل الأسود.
وبعدها خرج من “كومبات 18” وذهب إلى الشرطة لحمايته فحولته من جنوب بريطانيا إلى مسكن في لندن، وكان تحت مسكنه مطعم باكستاني صاحبه مسلم، فلما سمع به كان يعطيه طعاماً يومياً، دون أن يكلمه عن الإسلام، فتعجب “نايجل” وسأله عن سبب ذلك؟! فقال له: “ديننا أمرنا بذلك”، فدخل في الإسلام، وتزوج من باكستانية، وأصبح عمله إجراء حملات توعية للتحذير من خطر نمو اليمين المتطرف.
كلمة أخيرة.
– أشكر شعب الكويت؛ لأنه شعب معطاء، والسفارة الكويتية في بريطانيا تقدم لنا خدمات جليلة في دعم وتقوية المسلمين في بريطانيا؛ فدعم المسلمين أمر مهم في ظل انتشار الإسلام بقوة، كما أن الشعب البريطاني شعب منفتح، ويقبل الآخر؛ ففي آخر الإحصائيات أصبح الاسم الأول في المواليد الجدد هو «محمد»، وزاد المسلمون في بريطانيا بنسبة 25%، وارتفع عدد المساجد إلى 2000 مسجد و200 مدرسة خاصة رسمية، كما أنك لا تكاد تمشي في لندن إلا وتجد مطعماً حلالاً.
(المصدر: مجلة المجتمع)