ندوة علمية في الرباط تستعرض مقاصد الزكاة وأبعاد مسؤوليتها بين الأفراد والمجتمع والدولة
في يوم الأحد، 21 يوليو، أطر العالمان الجليلان عضوي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين؛ الدكتور محمد بولوز، والدكتور عبد السلام بلاجي، ندوة علمية بعنوان: “تحصيل الزكاة وتوزيعها: مسؤولية أفراد أم مسؤولية مجتمع ودولة”.
وقد نظّم هذه الندوة المكتب الإقليمي لحركة التوحيد والإصلاح بإقليم الرباط.
مقاصد الزكاة
خلال الندوة، تناول الدكتور محمد بولوز مجموعة من مقاصد الزكاة، منها طاعة الله ورسوله، تطهير نفس المزكي وتزكيتها، إغناء الفقراء والمساكين، توفير فرص العمل، وتأليف القلوب وكسب الأنصار.
كما استعرض في مداخلته بعنوان: “مقاصد الزكاة” مقاصد أخرى تتضمن حفظ الكرامة الإنسانية، إقامة الدين وتمكين أهله، حفظ الأموال وترويجها، إضافة إلى البركة في الأموال وخدمة ضرورات الناس وحاجاتهم.
تحصيل وتوزيع الزكاة
فيما أكد الخبير في الاقتصاد الإسلامي الدكتور عبد السلام بلاجي أن جميع أركان الإسلام تقوم بها الدولة ما عدا ركن الزكاة الذي يترك للمسلمين أنفسهم، وهذا النهج اتبعه الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، ويُعتمد في العديد من الدول الإسلامية. وتابع: ففي بعض الدول، مثل السودان ودول الخليج، يكون تحصيل الزكاة إلزاميًا، بينما يكون اختياريًا في دول أخرى، مثل ماليزيا.
في مداخلته بعنوان “تحصيل وتوزيع الزكاة”، استعرض الدكتور بلاجي أصناف مستحقي الزكاة، مشيرًا إلى أهمية مساعدة إخواننا في غزة.
كما تناول نماذج لطرق جباية الزكاة، مستذكرًا مبادرة الراحل الحسن الثاني -رحمه الله- بإجراء مسابقة لأفضل بحث في تدبير الزكاة، وذكر أيضًا مشروع الدستور المعد للملك الراحل الحسن الثاني، الذي نص عليه قانون المالية، لكنه بقي دون تفعيل.
مقاصد الشريعة الإسلامية
من جانبه مقدم الندوة الدكتور علي رادي، أوضح أن اختيار موضوع اللقاء كان مبنيًا على أن الشريعة الإسلامية لم تأمر بشيء إلا وله مقاصد وغايات وأسرار، قد يعرفها البعض، ويجهلها البعض الآخر، هذه المقاصد تركز على تحقيق المصالح ودفع المفاسد في الدين والدنيا والآخرة.
وأشار رادي إلى أن اتفاق العلماء على أن المقصد العام للشريعة هو تحقيق المصالح ودرء المفاسد. وأكد أهمية تعلم وتدريس وتفعيل المقاصد المتعلقة بالعبادات، وخاصة تلك المرتبطة بأركان الإسلام وقواعده الأساسية، مثل مقاصد الصلاة، الزكاة، الصوم، والحج.
وأضاف المتحدث أن الكثير من الناس يجهلون مقاصد العبادات، ولا يدركون فوائدها وعوائدها الدينية والدنيوية، لأنهم يقتصرون على الجانب التعبدي فقط، ويتغافلون عن المنافع والأسرار الأخرى لهذه العبادات.
وأشار إلى أن من بين الأسس التي ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- هي فريضة الزكاة، فهذه الزكاة تعتبر حقًا لله في المال الذي أنعم به على عباده، وأغنى به بعضهم، وقد شرع الله فرضية إخراج الزكاة من هذا المال، وأمر نبيه -صلى الله عليه وسلم- بأخذها من الأغنياء وتوزيعها على الفقراء، فهي حق واجب في أموال الأغنياء.
المصدر: الإصلاح