مقالاتمقالات مختارة

نتنياهو والدور الوظيفي لصهاينة اليهود

نتنياهو والدور الوظيفي لصهاينة اليهود

بقلم محمد عماد صابر

•• في تصريحه الكاشف والفاضح يقدم رئيس الكيان الصهيوني هدية غير مقصودة لشعوب الأمة العربية بصفة خاصة حين يقول ” إذا اعتقدت حماس أنها تنتصر فهذه هزيمة لنا كلنا وللغرب بأسره ” تصريح ينطبق عليه معنى الحديث الشريف ” صدقك وهو كذوب ” ،

•• تصريح يؤكد ما قلناه سابقا أن الكيان الصهيوني ليس مجرد شعب بلا أرض لأرض بلا شعب ، أو أن بريطانيا العظمي أرادت أن تتخلص من صداع اليهود على أراضيها فأنشأت لهم وطن قومي في فلسطين ،

•• قيام دولة صهاينة اليهود في فلسطين إنما هو بهدف واحد له توابع وتداعيات عدة هذا الهدف هو أن تكون دولة الاحتلال ، دولة حاجزة وقاعدة عسكرية ناجزة ،

•• دولة الاحتلال هي الذراع الطولى للمشروع الاستعماري الغربي لذا لزم تفوقها العسكري الضخم على جيوش المنطقة لتقوم بدورها الوظيفي المحدد والدقيق وهو :

(1) منع شعوب العالم العربي من التحرر والاستقلال الحقيقي بدعم ونصرة الأنظمة الحاكمة المستبدة ” صهاينة العرب ” للبقاء في الحكم وعدم السماح لدول المنطقة أن تكون دول ديمقراطية ، لأن الديمقراطية ستأتي بأنظمة حكم مدنية مستقلة غير تابعة للغرب تعبر عن الشعوب لا عن المصالح الغربية في المنطقة ،

(2) منع شعوب المنطقة والحركات الوطنية فيها من أن تكون طرف في المعادلة بل على الأنظمة قمع الشعوب لتكون بعيدة كل البعد عن معادلة الصراع ، من هذا المنطلق ينادى بحل الدولتين في القضية الفلسطينية ،

(3) إبقاء دول وشعوب المنطقة في مربع الفقر والجهل والمرض حتى لا تقوم لها قائمة ولا يكون لها مكان بين الدول الكبار وتكون بحاجة دائمة لغيرها رغم الثروات الهائلة في دول المنطقة ، أن تبقى دول المنطقة أسيرة الحاجة في الغذاء والدواء والسلاح رغم الثروات المهولة الموجودة بها ،

(4) السيطرة على ثروات الدول والشعوب بالتنسيق مع حكام الاستبداد والفساد ، ثروات البترول والمعادن والممرات الملاحية ،

(5) محاصرة الحركات الوطنية خاصة الإسلامية في عقر دارها ووصفها بالإرهاب ، يتساوى في ذلك حركات المقاومة المسلحة في البلدان المحتلة أو حركات المعارضة السلمية في البلدان المعتلة ، أما حركات العنف والتشدد فهي في الغالب مخترقة أمنيا من أغلب مخابرات العالم بهدف تقديم صورة بشعة مشوهة عن الإسلام ،

من هنا كانت أهمية تصريح بنيامين نتنياهو لتعي شعوب المنطقة والحركات الوطنية فيها طبيعة الصراع وأبعاده وأدواته والدور الوظيفي لأنظمة الحكم وكذلك المسؤلية الوطنية للشعوب وقيادتها الجماهيرية ،

ومن هنا تأتى كذلك أكذوبة حل ” الدولتين “
حل ” الدولتين ” وفقا لرؤية بايدن وشركاه من حكام العرب ، هو تحول المناطق غير المحتلة بما فيها غزة والمقاومة إلى نموذج الدولة العربية وأهم ملامحها :

•• يحكمها الاستبداد ويعم فيها الفساد ويدجن فيها الشعب ،

•• لها جيش لحماية النظام الحاكم وشبكة مصالحة الإقليمية والدولية ،

•• شطب المقاومة بل وتجريمها بالقانون واعتبارها إرهاب وخروج على الدولة ،

•• الاعتماد على الغير في الغذاء والدواء والكساء والايواء ليصبح الشعب أسير بعد ما كان حر كريم،

•• استكمال مشروع تهويد الدولة العبرية وبالتالي تهجير قرابة 2 مليون فلسطيني إلى دولتهم الجديدة المزعومة ،

•• حصول دولة الاحتلال على الشرعية الإقليمية والدولية وضياع أرض فلسطين التاريخية ،

•• إلغاء حق العودة لرقابة 6 مليونا من فلسطيني الشتات ،

•• التنازل الإرادي عن مقدسات الأمة لصهاينة اليهود ،

وحتى الوصول لهذا النموذج القبيح لن يتم إلا بعد عقود من الزمان ،

لذا ، المقاومة هي الحل ، وتحرير فلسطين من الاحتلال هو الحق والعدل.

(المصدر: رسالة بوست)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى