شارك الدكتور يشار شريف أوغلو نائب مفتي اليونان – في المؤتمر العالمي للفتوى، الذي أقيم في مصرَ، حيث قال: إن اليونان بها مدارس خاصة يتمُّ تعليم الدين الإسلامي فيها بكل ما يشتمل عليه من عبادات، ومعاملات، إضافةً إلى مقررات ومواد الدولة التي تعلِّم اللغة العربية كمادة مستقلَّة للمسلمين.
وفي حوار مع فضيلته نشرته شبكة الألوكة، عبَّر أوغلو عن استيائه الشديد من التعدِّي على المساجد التي تتمتع بحُرمةٍ لا تقل عن حُرمة الكعبة المشرَّفة.
وتحدث أوغلو عن أعداد المسلمين في اليونان، قائلاً أنهم ينقسمون إلى قسمين: قسم من بقايا الدولة العثمانية، وهم مُتمركزون في شمال اليونان على حدود بلغاريا وتركيا وبحر إيجه، وهؤلاء يبلغ عددُهم 150 ألف مسلم تقريبًا، حيث لا يوجد تَعدادٌ رسمي لهم.
وأضاف: وهناك مسلمون مهاجرون، قادمون من مختلف الدول؛ بسبب سوء الأحوال الاقتصادية في بلادهم، ويتمركزون في أثينا، وتقدَّر أعدادُهم بحوالي نصف مليون مسلم، ونحن المسلمين في اليونان لنا مساجدُنا، ومدارسنا، ودار إفتاء خاصة بنا.
الى ذلك، أشار أوغلو الى أن في اليونان أوقاف، ومدارس خاصة، يتمُّ تعليم الدين الإسلامي فيها بكل ما يشتمل عليه من عبادات، ومعاملات، إضافةً إلى مقرَّرات الدولة، ولكن المؤسسات الدينية في اليونان – وفي أوروبا عامةً – لا توفي بما يحتاج إليه المسلمون، لافتاً الى أنه لا يوجد دعمٌ مالي من الدول الإسلامية الكبيرة للمسلمين باليونان.
وبالنسبة لما يتعرض له المسلمون من حملات مناهضة للاسلام، أكد نائب مفتي اليونان: أن المسلمين يؤمنون إيمانًا كاملًا بأن ما يحدث من بعض الذين يدَّعون الإسلام، ويقومون بأعمال عنف وتمييز – ليس من الإسلام في شيء، ولكن المشكلةَ كيف ينظر غيرُ المسلمين لهذا الأمر؟ فهذه إساءة كبيرة للإسلام والمسلمين في كل أنحاء العالم، وهم يتساءلون: هل هذا هو دينُكم، وهل يأمركم بذلك؟ وبالطبع يتأثَّر المسلمون بما يحدث من حملات مناهضة لتشوية صورة الإسلام.
وحول تنشئة الطفل المسلم في المجتمع الغربي، نوه نائب المفتي، أنه من الممكن أن يتعلم الطفل في مدرسة يتمُّ فيها تعليم الدين الإسلامي، وكذلك دوريَّات في المساجد لتربية الطفل وإرشاده إلى أن ينتهيَ من الابتدائية، لكن الأمور تختلف في المرحلة الإعدادية؛ لأن الطالب يبدأ بالاختلاط بالناس من حوله، وإذا بلغ سنَّ المراهقة، يبدأ بالانفتاح على العالم من حوله؛ فيرى الأشياء المحرَّمة؛ كالخمور، والعُراة، وفي الجامعة يبدأ الشاب – إن صحَّ التعبير – في التحرُّر أكثر، وهنا نحن لا نستطيع السيطرة عليه بالشكل المطلوب، على الرغم من المحاولة قدرَ المُستطاع.