بقلم سناء محمد طوط
هل تعرف ما العدل؟
كلّا؛ هو ليس تساوي كفّتي الميزان.. تلك هي المساواة.
العدل هو استخدام معيار ثابت لوزن الأشياء لتُعطي قيمتها الحقيقية.
بالعدل.. قامت السماوات والأرض وانتظمت السنن.
“فالثابت الفيزيائي” هو الذي يحفظ نظام الكون رغم حركة التغيّر والتطور فيه بسرعة تفوق سرعة الضوء، فكوننا في اتساع هائل، ويشهد كل لحظة ميلاد نجم أو مجرة أو موتهما، وهو مَدين بحركته المتطورة تلك إلى “الثوابت” التي لولاها لكانت الحياة مستحيلة.
“قوانين العلم كما نعرفها الآن تتضمن الكثير من الأرقام الأساسية مثل حجم الشحنة الكهربائية للإلكترون، الحقيقة المدهشة أن هذه الأرقام تبدو وكأنها ضُبطت بحيث يمكن أن تتطوّر الحياة” (الكلام لستيفن هوكنغ عالم الفيزياء).
ولأن الإنسان جزء من هذا الكون فإنه يخضع لنواميسه وتجري عليه سننه: حركة التطور الحي تضبطها الثوابت.
إننا في تحركنا ومعالجتنا للمتغيرات لابد أن نتكئ على هذه القاعدة الربّانية؛ قاعدة الثوابت لأنها الضامن الوحيد لانضباط المسير، وثبات الخُطى.
ثوابتنا هي حبل الله الذي يقينا التشرذم والتمزق والتفرق.
هي الصراط المستقيم الذي يقينا الانحراف والزيغ والضلال.
ثوابتنا هي تلك الآيات المحكمات التي باتّباعها نتقي الفتن، والجدل العقيم، والجهد العقيم.
هي تلك الأركان التي عليها قام إسلامنا وإيماننا وبُني عليها فقهنا وشرعنا وحضارتنا.
أضعنا ثوابتنا فحاقت بنا الهزائم العسكرية، والانتكاسات الحضارية، والمعضلات الاجتماعية والأزمات الاقتصادية، وجرفتنا المتغيرات، وزلزلتنا الأحداث.. فبالعدل تقوم الأمم، بهذا الثابت الذي يحفظ التوازن، ولا عجب إذاً أن قرن الله الرفعة بالعدل إذ قال: {وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ} (7:الرحمن).
المصدر: الاسلام اليوم.