في خطوة لتنظيم قطاع التعليم الديني الأهلي وفقا لمقربين من السلطة، وحرب على “المحاظر” والقرآن بحسب مسؤولين عن التعليم الأهلي، جاءت التفسيرات لقرار السلطات الموريتانية إغلاق “معهد ورش” وعدد من المحاظر (المدارس الدينية التقليدية) التابعة له في ولايتي الحوضين بأقصى الجنوب الشرقي الموريتاني.
وذهب محللون إلى أن القرار -الذي شمل تفتيش مركز تكوين العلماء في نواكشوط الذي يرأسه العالم الموريتاني الشيخ محمد الحسن ولد الددو- محاولة للنيل من حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) المعارض، وبداية مواجهة مع التيار الإسلامي.
ورغم سماح الحكومة بعودة الدراسة في بعض المحاظر، فإن معهد ورش وعددا كبيرا من محاظره لا يزال مغلقا، ولم تعط السلطة أي تفسير لهذا التراجع الجزئي كما لم تقدم أي مبررات لقرار الإغلاق أصلا.
وأوضحت إدارة معهد ورش، أن النظام الأساسي للمعهد الذي تمَّ الترخيص له عام 2012 ينص على أنه يحق له فتح فروع في أي نقطة من موريتانيا، وأكدت أن المعهد “أقيم بجهود ذاتية موريتانية، ولا علاقة له بأي جمعية خيرية، أو جهة خارجية”.
ولا يزال الجدل بشأن قرار إغلاق المحاظر يتفاعل عند الرأي العام الموريتاني، حيث نددت به بعض أحزاب المعارضة وعدد من منظمات المجتمع المدني، واعتبرته غير مبرر ويستهدف “المحاظر” التي ظلت أحد العناوين الأصيلة للمجتمع الموريتاني.
منسوب الجدل ارتفع إثر تصريحات للشيخ محمد الحسن ولد الددو، ندد فيها بإغلاق هذه المحاظر، معتبرا أنها “هي الثابتة وما سواها هو الزائل”. وقال إن “شرعية المعاهد والمراكز والمحاظر مرتبطة بالوحي ولا تحتاج إلى ترخيص”.
لكن رابطة العلماء الموريتانيين -المقربة من السلطة- استنكرت تصريحات رئيس مركز تكوين العلماء في نواكشوط دون أن تسميه، ودعت “القائمين على المعاهد الدينية إلى الالتزام بالضوابط القانونية والإدارية التي وضعت من أجل حماية العملية التعليمية، والقائمين عليها حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله”، بحسب نص بيان الرابطة.
المصدر: الجزيرة.