موروث الظلمة وطعم العلقم
بقلم د. خالد سعيد
إلى أولئك الذين يحبون ثناء الناس وثقلت في قلوبهم أسماء الرجال،
فراحوا ينعون الأضل الخطل علي الحلبي لمجرد أنه محسوب على المدرسة الألبانية.
أما قد علمتم كيف كان يوالي هذا وإخوانه أولياء أمورهم المجرمين وتعاونهم مع أجهزتهم العميلة ضد المؤمنين،
فهذان هما الحب والنصرة وما الولاء إلا الحب والنصرة، حتى تولى هذا الدارس اليهود أو كاد ضد المسلمين.
ألا إننا نترحم ونوالي من كان فيه نوع ولاء لهذه الأمة ومن يجاهد في سبيلها، ولا نجد لأحدهم وجهاً نعتذر إلى الله به إلا فعلنا.
دفاعاً عن شيخ الأزهر
ولذا وقفت مثنياً ومدافعاً عن شيخ الأزهر لما يقوم به من دور مهم في هذه المرحلة من الذود عن حياض الأزهر الشريف وتراثه،
وإدراكه لما يراد بهذه المؤسسة الشريفة كونها حائط الصد الأخير عن هذه الأمة،
خاصة بعد تراجع وحصار التيار الإسلامي أمام أخطر موجة من تجفيف المنابع، تقودها القوى العلمانية العسكرية؛
ورغم كون الشيخ غفر الله له شريكاً في مشهد الانقلاب الذي أعادهم لحكم البلاد.
سكوت الشيخ العدوي
كما لم يمنعني سكوت الشيخ مصطفى العدوي وبعض مواقفه عن الذب عنه والثناء عليه وتوليه؛
لأنه وأمثاله يحفظون جانباً من علم حديث رسول الله في هذه الأمة،
ويحتوون قطاعاً من شبابها في خير لو خرجوا منه ما قدروا على غيره ولربما انساحوا في غياهب الجاهلية مرة أخرى،
وذلك رغم أن مواقف الشيخ وغيره من شيوخنا غير مرضية وأقل ما يقال فيهم أنهم يضعفون ويجبنون عن مواجهة الباطل،
ولقد علموا أن الله أخذ عليهم العهد والميثاق في كتابه وعلى لسان نبيه ﷺ: (لتبيننه للناس ولا تكتمونه).
سؤال للشيخ الحويني
وسؤالي للشيخ أبي إسحاق الحويني -غفر الله له- وغيره ممن ترحموا على الحلبي وأمثاله هو:
أما آن لكم ولهم أن تتخذوا المؤمنين أولياء من دون الكافرين والمجرمين؟
هل آن لكم أن تنخلعوا من موروث الظلمة والمجرمين مذ بيعة يزيد الذي مازال في حلق الأمة كطعم العلقم؟
أما آن لكم أن تخلعوا عمال الظلمة الذين يصلون المؤمنين العذاب المهين،
كما وسم أسلافهم بقية الصحابة والتابعين بالحديد وجلدوهم بالسياط وذبحوهم إلى الوريد؟!
ألا إن الله أثقل في قلوبنا من شخوص لا خلاق لهم ولا عهد ولا ذمة إلا لمن كانوا يوماً أهل ذمة، والله أعلى وأجل،
وإنما نوالي فيه ونعادي فيه؛ ولو كان مؤمناً خفياً غير مذكور ولا مفقود من بقية المدرسة المحمدية الشريفة.
(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)