اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء الأحد على المرابطين في ساحة باب الأسباط وطردتهم منها، بعد ساعات من رفضهم دخول المسجد الأقصى من البوابات الإلكترونية التي قامت بتركيبها، في حين أعلنت الحكومة الفلسطينية رفضها الإجراءات الإسرائيلية.
وقالت مراسلة الجزيرة في القدس نجوان سمري إن عدة فلسطينيين أصيبوا جراء الاعتداء عليهم بالضرب من قبل قوات الاحتلال التي أبعدتهم عن ساحة باب الأسباط.
وأضافت أن مواجهات اندلعت في الساحة عندما قامت الشرطة الإسرائيلية بتوفير الحماية لبعض المستوطنات الإسرائيليات اللواتي حضرن لاقتحام المسجد الأقصى.
وأشارت مراسلة الجزيرة إلى أن المرابطين في ساحة الأسباط احتجوا على ذلك، وأن قوات الاحتلال اعتدت عليهم بالضرب وقامت بطردهم من الساحة عندما بدؤوا بالهتاف والتكبير، ولفتت إلى أن هناك من يرجح أن تكون الشرطة الإسرائيلية قامت بهذه الخطوة لطرد المصلين والمرابطين منذ ظهيرة هذا اليوم.
كما أشارت سمري إلى أن قوات الاحتلال منعت بالقوة دخول جنازة لمتوفى من البلدة القديمة للصلاة عليه في المسجد الأقصى، واعتدت بالضرب على المشيعين.
رفض فلسطيني
وجاء ذلك بعد أن أعلنت الحكومة الفلسطينية رفضها الإجراءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى والقدس.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود إن الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة باطلة وتمس قدسية المسجد الأقصى، داعيا لتحرك عربي وإسلامي عاجل لمنع الإجراءات الإسرائيلية.
وفي السياق ذاته، قالت مراسلة الجزيرة إن اجتماعا فلسطينيا موسعا انتهى في رام الله للإعلان عن رفض الإجراءات الإسرائيلية.
وقال محمود العالول نائب رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إن القيادة الفلسطينية وكافة المؤسسات المقدسية ترفض الإجراءات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى.
وأضاف -خلال اجتماع عقد في رام الله ضم قيادات في الحركة ورؤساء الأجهزة الأمنية ومدير المسجد الأقصى ومفتي فلسطين وممثلين عن الهيئات ومؤسسات المجتمع المدني بمدينة القدس- أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يجري اتصالات مكثفة مع كافة الأطراف الدولية من أجل إنهاء هذه الإجراءات.
واتهم العالول إسرائيل بأنها تسعى لتحقيق خطة التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، حيث استغلت عملية القدس الأخيرة من أجل الشروع بمخططها.
من جانبه، طالب محافظ القدس عدنان الحسيني بإعادة الوضع في المسجد الأقصى إلى ما قبل الساعة السابعة من صباح الجمعة الماضي.
وأكد أن قوات الاحتلال قامت خلال فترة إغلاقها باحات المسجد الأقصى بالنزول إلى الآبار من خلال السلالم، ويعتقد بأنهم يبحثون عن طريقة لإكمال عمليات الحفر التي يقومون بها.
كما نبّه مفتي فلسطين محمد حسين إلى أنه سيتم فحص كل ما في المسجد الأقصى من خلال الخبراء والمختصين لمعرفة ما قامت به قوات الاحتلال في باحات الأقصى خلال فترة إغلاقه.
ماليزيا تدين
من جهتها، أعلنت ماليزيا رفضها ما وصفته بالإجراء الاستفزازي الإسرائيلي في المسجد الأقصى، وقالت إنه يمثل انتهاكا صارخا لحرمة المواقع الإسلامية المقدسة.
واعتبرت الحكومة الماليزية أن منع المصلين من دخول المسجد الأقصى يشكل انتهاكا للقوانين والأعراف الدولية، وأعربت عن تنديدها بأقوى العبارات بقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلية إغلاق المسجد الأقصى.
وشارك عشرات الفلسطينيين وعدد من علماء الدين في قطاع غزة اليوم الأحد، في وقفة نصرة للمسجد الأقصى وتنديدا بإغلاقه.
وقال رئيس رابطة علماء فلسطين مروان أبو راس في كلمة له “نقول للأصوات التي تحرض الأمة على المقاومة إن جهودكم لن تجدي نفعا”.
وتابع “الحرب في الأقصى لتحريره أولى وخير من الحروب العبثية التي يتم افتعالها في الدول العربية”.
وكانت الحكومة الإسرائيلية أعلنت أنها قررت إعادة فتح المسجد الأقصى أمام المصلين اعتبارا من ظهر اليوم الأحد، لكن المسؤولين في المسجد الأقصى وإدارة الأوقاف إضافة إلى المئات من الفلسطينيين رفضوا الدخول للمسجد من البوابات الإلكترونية التي وضعتها الشرطة الإسرائيلية على ثلاثة من مداخل المسجد التي سمحت بفتحها.
(المصدر: الجزيرة)