مقالاتمقالات المنتدى

مهمات | في مهمة النقد

مهمات | في مهمة النقد

 

بقلم د. محمد يسري إبراهيم (خاص بالمنتدى)

 

كانت وستبقى وظيفة النقد مهمة لاختبار صحة النظريات والعمليات على حد سواء، وهي أيضا مهمة مطلوبة في تصحيح المسار، وتقويم الأقوال والأعمال.
علاوة على أن النقد مفتاح مهم من مفاتيح التجديد والتجويد معا!
والنقد الباني من أي وعاء خرج فهو مقبول، ولا يستنكف عن الإفادة منه شخص موفق ولا حركة مؤثرة.
وهو في حقيقته ضرب من النصيحة التي هي الدين.
ولا يسوغ الإعراض عنه لقصور أو تقصير عند من صدر عنه، ولا لإحسان أو إتقان عند المنتقد المنصوح.
وتحول النصح والنقد الهادف إلى ثقافة مجتمعية من أهم أسباب النجاة وصحة وقوة المجتمعات.

والإخفاقات مواطن تستدعي النقد بطبيعتها وتفتح شهية التعقب والاستدراكات!

والمشتغلون بإدارة الحياة والأحياء أحرى الخلق بالاستماع ولو في غمرة الاشتغال بالأعمال، والمشتغلون بالنقد أحرى الناس بتقوى الله وإرادة وجهه في الأقوال والمواقف.

وما لم يتحل الناقد بطلب المعاذير ورعاية الضرورات الحالة والحاجات العملية فإن نقده لن يلتفت إِليه أو لا يمكن الانتفاع به.

وازدواجية المعايير والكيل بمكاييل وعدم التجرد من أخطر الآفات التي تهدد وظيفة الناقد وتقضي على مصداقيته.

وتوقيت النقد الصحيح مؤثر للغاية في قبوله، ودال على صدق الناقد وصحة نيته، فنقد الضحية على أخطائها وقت الإجهاز عليها نوع إعانة عليها، وتأخير النقد عن وقت الحاجة والتدارك خشية الاتهام نوع غش وخديعة!

ومن النقد ما يذاع فضيحة ومنه ما يكون نصيحة!
فكل ما أمكن تصحيحه سرا فهو أولى من إذاعته علنا.
وقد يحمل إذاعة النقد معنى الحمل على التصحيح بالضغط على المنتقد،
وقد يكون في إذاعته تخفيف للضغوط الخارجية أو الداخلية عليه!

وإدارة عملية الانتقاد تزداد تعقيدا كلما تشابكت المصالح والمفاسد، وتدافعت المصالح والمضار؛ لاسيما بين الفرد والجماعة، والحزب والدولة، والقيادة والقاعدة، والخاصة والعامة. وناصية التوفيق بيد الهادي للرشاد، وهو المعين على السداد، ولا حول ولا قوة إلا بالله، لا رب غيره، ولا إلٰه سواه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى