مهد النّبوّات تستحقّ التّضحيات!
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قال تعالی: ﴿وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ﴾ وقال ﷺ: {ستكون هجرةً بعد هجرةٍ فخيار أهل الأرض ألزمُهم مُهاجَرَ إبراهيمَ ويبقى في الأرض شِرار أهلها تلفِظهم أرضوهم تقذَرُهم نفس اللّه وتحشرهم النّار مع القردة والخنازير} إنّها فلسطين أرض المحشر والمنشر باركها اللّه مادّيّا بجودة مناخها ونباتها وكثرة ينابيعها وبساتينها وباركها معنويّا بأن جعلها معدن الأنبياء ومهوی أفئدة العلماء وإليها كانت رحلة الإسراء الشّريف ومنها كان المعراج المنيف وهي أولی القبلتين وفيها المسجد الأقصی المبارك ثاني مسجد وضع في الأرض للعابدين وثالث المساجد التي تشدّ إليها رحال المصلّين! ولفلسطين وما حولها دعا لها الصّادق الأمين ﷺ بقوله: {اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا} وقد سكنها وانتسب إليها كثير من الصّحابة الكرام والتّابعين الأعلام وشدّ إليها الرّحال الأئمّة مشاهير الأمّة الذين أضاؤوا في سمائها أقمارًا ولمعوا فيها نجومًا ساطعة يقتدي بهم من شاء من عباد اللّه أن يستقيم! ولتحريرها تتابعت التّضحيات والبطولات بل عظم البذل للدّفاع عنها في سبيل اللّه عزّ وجلّ ومن أجلها قال السّلطان محمود نور الدّين زنكي: أستحي من اللّه أن أتبسّم وبيت المقدس في الأسر؟! ومن أجل تحريرها شمخ البطل صلاح الدّين الأيّوبيّ برأسه وأعدّ العدّة وبذل أقصی جهده لتحرير أولی القبلتين بعد انتصاره الباهر في موقعة حطّين! وعلی أرضها صاح السّلطان قطز صيحته الشّهيرة في موقعة عين جالوت: وا إسلاماه! ولأجلها ضحّى السّلطان العثمانيّ عبد الحميد الثّاني بعرشه وقال بملء فيه: إنّ عمل المبضع في بدني أهون عليّ من أن أرى فلسطين قد بترت من الدّولة الإسلاميّة هذا أمر لا يكون!