مقالاتمقالات مختارة

من وسائل الدفاع عن السنة النبوية وناقليها

بقلم د. ثامر عبد المهدي محمود حتاملة

أنزل الله تعالى السنة النبويَّة شارحة للقرآن ومبيِّنة له، فعلاقة السنة النبوية بالقرآن الكريم تأتي في عدة صُوَرٍ:

١ – مؤكدة لبعض الأحكام؛ كالأمر بالصلاة والزكاة.

٢- مُفسِّرة للقرآن؛ كما في هيئات الصلاة ومقادير الزكاة وغيرهما.

٣ – مُخصِّصة لعموم القرآن؛ كما في قوله تعالى: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ ﴾ [المائدة: 3]، فجاء الحديث وخصَّص الكَبِدَ والطُّحال والسمك والجراد.

٤ – مُقيِّدة لحكم مُطلق؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا ﴾ [المائدة: 38]، فهل نقطع كلتا اليدين؟ وهل هو من الكتفين؟ فجاءت السُّنة النبوية فقيَّدت مكان القطع.

٥ – مستقلَّة بإضافة حكم جديد: فقد تُضيف السنة النبوية بعض الأحكام التي لم يذكرها القرآن الكريم؛ كما في رجم الزاني المُحصن، أو ميراث الجدَّة وغيرهما.

ومما سبق في مكانة السنة النبوية في الإسلام – التي قد تُعَدُّ ثلاثة أرباع الإسلام – وَجَبَ على المسلمين تعلُّمها ونشرها، والدفاع عنها، وبذل الوسع في ذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((بَلِّغوا عني ولو آيةً))؛ رواه البخاري، وقد بذل الأئمة على مدار التاريخ منذ عصر النبي صلى الله عليه وسلم جهودًا عظيمة في ذلك؛ منها: رواية السنة وجمعها، وتصنيفها، والتقعيد لها، وشرحها وتوضيحها، والتأليف في ذلك كله.

وفي عصرنا نَشِطت حركة خدمة السنة النبوية حِفظًا ونشرًا، وفي المقابل نشِطت حركة المُعادين للسنة النبوية، من باب: في القرآن ما يكفينا، وهنا أضع بعض الوسائل لنشر السنة النبوية، ثمَّ الدفاع عنها مقابل بعض الإساءات، وفي هذه الوسائل ما يستطيعه البعض ولا يستطيعه الآخر:

الأولى: الإنترنت، ويكون ذلك من خلال مواقع الإنترنت، وإنشاء الصفحات التي تنشر السنة النبوية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتدافع عنها؛ كموقع: (بيان الإسلام)، وهو موقع متخصص في الدفاع عن الإسلام، وقد أصدر موسوعة تقع في 24 مجلدًا، وفيها الرد على أغلب الشبهات المُثارة حول السنة النبوية قديمًا وحديثًا، كذلك من المواقع المفيدة موقع: (شبكة السنة النبوية وعلومها).

الثانية: تأليف الكتب، وكتابة الأبحاث والمقالات المتخصصة في نشر السنة النبوية، وتقريبها إلى الناس، ورد الشبهات بالحجة والبُرهان، خاصة من أصحاب التخصص، ثمَّ نشرها على المواقع والصُّحف؛ مثل: كتاب (الأنوار الكاشفة) للمعلمي اليماني، وكتاب (السنة ومكانتها في التشريع) للسباعي.

الثالثة: تسجيل مقاطع الفيديو أو الصوت فيما يخدم السنة النبوية وتقريبها إلى الناس، وذلك في مقاطع قصيرة وشائقة تخاطب العقل والواقع، ثمَّ نشرها على مواقع التواصل، فقد أمسينا في عالم تضاهي سرعةُ وصول المعلومة فيه سرعةَ الضوء، فربَّما في يوم واحد يصل الفيديو إلى ملايين الناس، فكثيرٌ من الناس وطلبة العلم ينتظرون العلماء والأساتذة في توجيهاتهم وسَعة علمهم في مثل هذه المقاطع، مثل فيديوهات الباحث أحمد السيد.

الرابعة: الحديث المباشر في المنتديات الاجتماعية، أو قاعات الدرس، وفي المساجد والخُطب، وحبَّذا لو كان لكلِّ عالم أو أستاذ دروس دورية، فالناس قد نسيت مثل هذه الدروس، مع قلة المبادرات من المتخصصين، فالأستاذ الجامعي وخطيب الجمعة يسمع لهما مئات الناس، وإذا كان من أهل العلم يؤمُّه آلاف الناس للاستماع إليه، كما في مناظرات أحمد ديدات وذاكر نايك، وهذه الدروس تبقي العالِم والمختص على تواصلٍ مباشر مع الناس.

وأخيرًا: يجب على الدعاة والمتخصصين الإبداع في نشر السنة النبوية وتقريبها إلى الناس، كذلك الإبداع في الدفاع عنها، فإنَّ بركة العلم بما ينتفع به الناس، وليس بما يبقى محبوسًا في الصدور والسطور، فكلُّ مُسلِم مُطالب بما يستطيعه، وإن لم يأخذ العلماء زمام المبادرة، سيأخذه غيرهم من أهل الأهواء والزيغ.

يتبع: قواعد ثابتة في ردِّ الشبهات حول السنة النبوية.

(المصدر: شبكة الألوكة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى